بالأمس طردت ألبانيا السفير الإيراني غلام حسين محمد احتجاجاً على تهديد سفارة بلاده للأمن القومي في ألبانيا.. وهذه حادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة طالما تبنت إيران تصدير مذهبها، وتحويل سفاراتها وملحقياتها ومراكزها الثقافية إلى مراكز لنشر التشيع والاستقطاب المذهبي والتجسس واختراق النخب والجماعات والمؤسسات. وللتذكير فإن النظام الإيراني رغم حاجته الماسة للاتحاد الأوروبي لأسباب كثيرة، إلا أنه أرسل إلى بلدان أوربية مجموعات من فرق الاغتيالات التي تلاحق المعارضين في أوربا ، مؤخرا ألقت الأجهزة الأمنية في بلغاريا القبض على خلية إرهابية إيرانية وبحوزتها أسلحة متنوعة كانت تخطط لاستهداف المعارضين للنظام الإيراني في أوروبا، وقد حدث مثل هذا في بلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
ومع هذا فقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن سحب قواتها من سوريا وهو ما يعزز من الوجود الروسي - الإيراني في سوريا، وهذا الموقف هو نتيجة تفاهمات أمريكية - روسية - إيرانية غير معلنة لكنها تصب لصالح إيران وأدواتها في المنطقة، فهي خدمة أمريكية لإيران مقابل خدمات وفي إطار لعبة مصالح دولية لتحقيق مصالح إيران على حساب الدول والشعوب العربية وأمنها واستقرارها. ومعروف أن إيران قدمت تضحيات كبيرة في سوريا للحفاظ على نظام الأسد، وللسيطرة على الوضع هناك الآلاف من عناصر الحرس الثوري والمليشيات الموالية لها قتلوا وجرحوا غير الخسائر المادية التي تجاوزت 7 مليارات دولار، ولذا تسعى إيران لتعويض خسائرها بالاستحواذ على 60 في المئة من ميزانية إعادة الإعمار و50 في المئة من قطاع الاتصالات و40 في المئة من قطاع الأدوية والأقمشة، وتسعى لتوطين مليشياتها ولإيجاد جامعات ومدارس لبناء جيل سوري مؤمن بالتشيع وموالي لإيران عقائدياً وسياسياً. ولهذا فإن إيران تخطط للبقاء طويلاً في سوريا، حيث سيتم مد سكة حديد إلى ميناء اللاذقية، فقد أكد مساعد مدير شركة سكك الحديد الإيرانية في الشؤون الفنية والبنى التحتية مازيار يزداني أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أوعز بمد سكة حديد من منفذ شلمجه الحدودي إلى مدينة البصرة في العراق الذي يمهد الربط السككي بين إيران والعراق وسوريا إلى ميناء اللاذقية على البحر المتوسط، كما نقلت صحيفة «المدن» اللبنانية عن مصدر خاص في إدارة السجلات العقارية بدمشق : منذ العام 2015 وحتى اليوم نقلت إيران ملكية أكثر من 8 آلاف عقار في دمشق ومُحيطها من سوريين إلى إيرانيين وأجانب جاءت بهم إلى سورية. من جانب آخر لا تزال الحدود الإيرانية - الباكستانية خصوصاً في منطقة ميرجاوه تمثل صراعاً دائماً للنظام الإيراني، فبعد اسر جيش العدل البلوشي المناهض للنظام الإيراني لـ 14 من الحرس الثوري الإيراني وأفرج عن 5 منهم وقتل 2 وما يزال 7 رهائن بيديه، تحركت الدبلوماسية الإيرانية للإفراج عنهم وبذلت جهوداً كبيرة دون جدوى، يشعر النظام الإيراني أن باكستان لا تتعاون معه وهناك تواطؤ مع جيش العدل ولذا قتل 6 من الجنود الباكستانيين في حدود إيران بطريقة غامضة، وهو ما دفع باكستان إلى استدعاء السفير الإيراني لديها مهدي هنر دوست على خلفية مقتل 6 من جنودها في هجوم إرهابي على الحدود مع إيران.
** **
- مشعل أبا الودع