خالد الربيعان
الهلال يا عزيزي عنده متابعين في منصة واحدة عالمية مثل تويتر أكثر من أندية: -لاحظ معي- غلطة سراي التركي، ميلان الإيطالي، باريس سان جيرمان -نعم أنت قرأتها بشكل صحيح! هذا النادي الذي يمتلك نيمار أغلى لاعبي العالم باستراتيجيات تسويقه بشعبيته! نادي الهلال أعلى منه وأكثر شعبية في هذه الناحية، مانشستر سيتي الإنجليزي! يوفنتوس الإيطالي، وثالث الكبار الإيطاليين انتر ميلان! بل ورابعهم روما! والقائمة تطول مروراً باتليتكو مدريد وحتى فالنسيا في إسبانيا! الهلال يتفوق عليهم جميعاً!
ثم ماذا بعد؟!.. إن نادياً مثل دورتموند الألماني: يقوم بالتسويق والبيع والإعلان عبر حسابه بتويتر أفضل من الهلال! رغم أن الهلال متفوق عليه في ترتيب المتابعين! الهلال سابع العالم.. ودورتموند رقم 22! إذن الفارق كل الفارق في «التسويق الرياضي» الاستثمار لعناصر العملية الرياضية، وأهمها وأكثرها فعالية هذه الأيام هي الإنترنت والتواصل والبيع والتسويق من خلاله! لأن العصر القادم كله: رقمي!
البيع والتجارة الآن «رقمية!»، وفي بحث شخصي وجدت أن 12 مليون مواطن سعودي أي أكثر من نصف السعوديين قاموا بشراء مستلزمات واحتياجات وسلع: عبر الإنترنت في سنة واحدة هي 2018!، وأن سوق التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط فقط العام الماضي كان 7 مليار دولار حجمه، وسيكون 30 مليار دولار قيمة بحلول 2022 أي بعد 4 سنوات!
إذن نحن متأخرون عن هذا الأمر وخاصة في العملية الرياضية، لذلك تحرص الأندية على استقطاب الكوادر والخبراء في هذا المجال، وباريس خطف مدير المحتوى الرقمي من برشلونة خطفاً! في صفقة تماماً كصفقة أحد اللاعبين، ويوفنتوس عندما سوّق لقميص كريستيانو رونالدو سوق له عبر الإنترنت، والأرقام تشهد على صحة هذا التصرف، فأول يوم بيع 20 ألف قميص من المتجر على الأرض، بينما على متجر وموقع النادي الإلكتروني: تم حجز أكثر من 500 ألف قميص! فلا وجه للمقارنة!
الهلال، وأنا قصدت وضعه في المقال كحالة متميزة فعلاً في الشعبية والجماهيرية ونجاح حساب من حسابات التواصل الاجتماعي، الهلال ناجح رقمياً، ولكن النجاح لا بد أن يتم التسويق له، والتسويق به!
في هذا البرد القارس القارص! تجلس أنت وطفلك مثلاً وجاء في ذهنه قميصًا صغيرًا للهلال، ستقول له آلياً: غداً يا حبيبي سنذهب إلى متجر النادي! في 2019، بينما العملية في أوروبا عكس ذلك تماماً، ندخل على متاجر أندية ولنأخذ باريس مثالاً، الأقل من الهلال في حساب تويتر، تجد أنهم قاموا بعمل كل منتج ممكن عمله ويناسب الإنسان في حياته، وعليه شعار النادي! في هذا الوقت من السنة خط من السلع وهدايا الكريسماس.. وعروض وتخفيضات ونقاط وشرائح سعرية! وبضغطة من أصبعك على شاشة هاتفك تتواصل مع مدير حساب تويتر المتجر، وتطلب والتوصيل فوراً، دنيا أخرى من التسويق، وعمل جبار لا ينقطع!
حقائق !
التجارة في السنوات القادمة رقمية، أكبر الشركات عالمياً في أي مجال هي أمازون، 1 تريليون دولار! ألف مليار دولار، وصاحبها هو الأغنى عالمياً، الدراسة من جوجل تقول إن المملكة ستكون سوقاً عالمياً للتجارة الإلكترونية، البنك الدولي يضع المملكة في قائمة أكبر 20 دولة تبعاً للقوة الشرائية، في 2018 كان حجم أرباح البيع الإلكتروني بالمملكة 6 مليارات دولار، الدول تخوض حروباً للسيطرة على التجارة الإلكترونية، والقوى العظمى الآن على الترتيب خمس هم: الصين، أميركا، بريطانيا، اليابان، ألمانيا!