فهد بن جليد
حتى نُجيب على السؤال، علينا البحث في الفرق بين شخصية العاطل في السعودية وشخصية العاطل في أوروبا أو أمريكا؟ أهم فرق برأيي هو نظرة الواقع وتطلع المُستقبل، العاطل الأجنبي يُحاول عادة إيجاد طُرق وحلول، بتحمله المسؤولية كاملة في البحث عن وظيفة، ولو بإعادة تأهيل نفسه أو تغيير مساره، الانخراط في مهن مؤقتة وفي حال إتقانه للعمل قد يستمر ويطوِّر من نفسه فيه، بالمُقابل هناك نسبة من الخواجات العاطلين في بلدانهم يعتمدون على معونة العاطلين ولا يُريدون تغيير واقعهم، عندما نتحول لصورة العاطل المحلي سنجد أنَّ أعدادًا قد تكون متوسطة -لا دراسة مُعلنة هنا- يُحاولون تجاوز المرحلة بالبحث عن البدائل، الانخراط في وظائف مؤقتة، الحصول على دورات مُتخصصة تُساعد في الحصول على وظيفة بذات الحماس الموجود عند الأجانب أو أكثر، بينما الأغلبية يكتفون بالانتظار والحصول على معونة حافز للباحثين عن عمل!
لنتحدث بشفافية حتى نغير من الواقع نحو الأفضل، في الصورتين يبدو العاطل الأجنبي مُقتنعاً أكثر من العاطل السعودي بتحمله جزءاً من مسؤولية الموقف الذي هو فيه، ويعرف أنَّ اختياره لتخصص معين أو مسار مُعين هو السبب، وأنَّه المسؤول الأول عن تغيير الوضع، فيُحاول اقتناص الفرص أو تغير المسار التعليمي والتدريبي للبحث عن الأفضل، بينما العاطل المحلي قد يرى نفسه ضحية سوء تخطيط، وأنَّ حصوله على وظيفة مسؤولية جهات أخرى، وسيبقى يلوم الآخرين (وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وزارة الخدمة المدنية، عائلته، أقاربه.. إلخ) ويحملهم المسؤولية لحل مُشكلته وعرض الفُرص الوظيفية عليه، وهذه صورة كما ذكرت سابقًا لا يمكن أن تُعمَّم على الجميع، ولكنَّها الأكثر وضوحاً.
بالطبع أنا هنا لا أتحامل على الباحثين والباحثات عن عمل وأزيد من همومهم، أو أدافع عن أي جهة مسؤولة عن خلق فرص وظيفية، ولكن ثقافة الانهزام والاستسلام والركون للراحة والانتظار مع أول عثرة يواجهها الشاب في عمله أو دراسته يجب أن تتغير، ليكون مُستعداً للتطور علمياً وعملياً، وليتحول إلى شخص مُتفائل مُتحرك (باحث حقيقي) عن اقتناص الفُرص المُتاحة في سوق العمل بجد وعزيمة وحماس، وليس مُجرد رقم خامل في أعداد العاطلين ينتظر تقديم الحل من الآخرين.
وعلى دروب الخير نلتقي.