فهد الحوشاني
خرج من بلاده، بعد أن كان معززا مكرما تقلد الكثير من المناصب المهمة وكان محل تقدير واحترام، ولكنها النفس الأمارة بالسوء جعلته يتنقل عبر المنابر وشاشات التلفزيون داعيا ومبشرا بالتغيير! ولا أحد يعرف حتى الآن هل كان خروجه بداية للدور القطري معه أم أن دور قطر قد جاء لاحقا وبالتحديد في واشطن!
فقبل بضعة أيام نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تقريرا ألقت فيه الضوء على العلاقة بين جمال خاشقجي -رحمه الله-، الذي كان يكتب عامودا فيها، وبين ماغي ميتشل سالم، المسؤولة بمؤسسة قطر الدولية. وقالت الصحيفة (إن لديها رسائل نصية بين خاشقجي والسيدة ماغي، وبأن الأخيرة شكّلت الأعمدة التي قدمها لصحيفة الواشنطن بوست واقترحت مواضيعا بالإضافة إلى حثه على أخذ موقف أكثر صرامة ضد الحكومة السعودية، وخاشقجي على ما بدا اعتمد على باحث ومترجم متعاون مع المنظمة القطرية).
تقرير الواشنطن بوست قرأته منشورا في موقع (سي إن إن) بالعربية وهو تقرير لا يمكن لأحد تكذيبه، فقد صدر عن الصحيفة التي (ربما) مكنته المنظمة القطرية بأموالها وعلاقاتها ليكتب فيها رغم أنه لا يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة، وهذه شهادة (ماغي) والتي فجرت قنبلة من عيار ثقيل عندما قالت: إنها تشرف وتوجه مقالات خاشقجي! وفي إحدى المقابلات المنشورة على اليوتيوب وفي زلة لسان قالت إنها تكتب له مقالاته قبل أن تراجع جملتها فتصححها بالقول إنها كانت تشرف على مقالاته!! وفي كلتا الحالتين نجد أن خاشقجي سلم نفسه للمؤسسة الإعلامية القطرية ليلعب هذا الدور غير المشرف ضد وطنه!!
هل صدمتم! أنا صدمت من علاقة مواطن وإعلامي بحجم خاشقجي بدولة لها أيادي سوداء في الإساءة للمملكة وقادتها وشعبها والنيل منها وبذل الأموال للمرتزقة العرب وغيرهم لتشويه سمعة المملكة! ولكن لماذا يضع خاشقجي قلمه تحت وصاية مؤسسة قطرية! لا أحد يمكنه الإجابة الآن، ربما هناك أسرار أخرى لم تكشفها بعد الصحيفة بعلاقته بمؤسسة قطر الدولية، ولعل هذه المؤسسة هي التي دفعت وهيأت له الفرصة لكتابة عمود ليس من السهل على كبار الصحفيين الأمريكان نيل فرصة الكتابة فيها فما بالك بصحفي (عربي) لا يجيد اللغة الإنجليزية إجادة تامة!
إنها الأموال القطرية التي تفسد كل شيء جميل في هذا العالم .. يصرفها قادة قطر على الإرهاب والمليشيات ومرتزقة الإعلام وفي دعم الإخوان وقادتهم وطائرات وأرصدة للأردوغان، وكان الشعب القطري الأولى بتلك الأموال!