«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
قال اللواء سليمان بن محمد المالك مدير عام الخدمات الطبية للقوات المسلحة إنه تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تسعى الإدارة العامة للخدمات الطبية إلى تقديم أفضل الرعاية والاهتمام بمنسوبي القوات المسلحة وعوائلهم في أماكن إقامتهم وإعطائهم الأولوية، خاصةً مَن هم على حدود المملكة.
وأكد المالك أن هذه التوجيهات من القيادة قد أُخذت في الاعتبار من خلال رفع الطاقة السريرية في المستشفيات، والاهتمام بالمرضى، ورفع جودة الخدمات العلاجية المقدمة لهم، والاهتمام بالعاملين في هذه المستشفيات من خلال تحسين بيئة العمل والتدريب والتأهيل.
وأوضح المالك أن مدينة الرياض الطبية التي سوف تنشأ في شمال مدينة الرياض، ستكون معلماً حضارياً وطبياً فريداً، قد تم الانتهاء من جميع التصاميم والدراسات، وسوف تطرح قريباً للاستثمار، حيث تبلغ الطاقة السريرية فيها 3500 سرير.
وأشار المالك إلى أنه خلال العام المنصرم تم توفير أكثر من 80 مليون ريال إيرادات، وسوف ترتفع خلال الثلاث سنوات المقبلة إلى أكثر من مليار و500 مليون، وهذه المبالغ تساهم في جودة الخدمة.. وفيما يلي نص الحوار:
* ما هي توجيهات المليك وولي العهد -حفظهما الله- فيما يتعلق بالرعاية الصحية لمنسوبي القوات المسلحة خاصة المتواجدين على الحدود؟
- الدولة -أعزها الله- منذ نشأتها وهي تهتم بمنسوبي القوات المسلحة، من خلال تأمين الرعاية الصحية والطبية اللازمة لهم ولذويهم، وتأهيلهم عسكرياً وأكاديمياً، وتوفير السكن والرعاية الطبية، وهذا ليس بمستغرب على قيادتنا، ونتائج هذا الدعم ملموسة نراها في الولاء والانتماء الحاصل، فجنودنا على الحد الجنوبي طيلة الأربع سنوات الماضية وهم يحاربون ويدافعون عن أرض الوطن، وما زادهم إلا ولاءً وإخلاصاً وانتماءً، وتوجهات ولي العهد وزير الدفاع تقديم كل ما تحتاج إليه أسرهم من الرعاية والاهتمام وبكل يسر وسهولة.
* كم حجم الأسرّة حتى الآن في مستشفيات القوات المسلحة؟
- الحمد لله وبفضل من الله، زاد عدد الأسرة؛ حيث كانت قبل أربع سنوات في حدود (6500) سرير، والآن خلال أربع سنوات مضت ارتفع عدد الأسرّة إلى (10.200) سرير، وخلال الأشهر المقبلة أيضاً ستصل -بعون الله- إلى (10.500) سرير مع التوسعات الجديدة التي يتم العمل عليها في بعض المستشفيات.
* كيف تواكب الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة رؤية المملكة 2030 بهذه المستشفيات وزيادة عدد الأسرة بها؟
- نحن في الخدمات الطبية حقيقةً وضعنا لنا رؤية تنطلق وتتماشى مع رؤية الدولة، وبدأنا في وضع مبادرات لتحقيق رؤية الدولة، ولذلك انطلقنا ووقعنا عدداً من الاتفاقيات مع وزارة التعليم، ومع الجامعات، ومع القطاع الخاص للاستفادة وتحقيق التكامل، وهو ما نهدف له، ويتوافق مع أهم مبادرات الرؤية (2030)؛ تحقيقاً للتكامل بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص بإمكانات متوافرة بالقطاع الحكومي يحتاج إليها القطاع الخاص لوجود إمكانات في القطاع الخاص يُستفاد منها في القطاع الحكومي؛ كلها بهدف استغلال الإمكانات المتاحة في القطاعين، ولذلك تم توقيع عدة اتفاقيات مع وزارة التعليم والجامعات والمستشفيات الخاصة لتحقيق التكامل.
وبتوجيهات سمو ولي العهد ورعاية خادم الحرمين الشريفين -أيدهما الله- للمستشفيات العسكرية، نهدف أن تكون مستشفياتنا العسكرية جامعيةً ذكيةً ومراكز بحثية؛ من خلال إتاحة الفرصة للمتدربين وطلاب وطالبات كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة والتمريض المتواجدين في مدن ليس بها مستشفيات جامعية؛ للعمل والتدرب في المستشفيات العسكرية، وهو ما تم البدء فيه؛ فالأطباء في المستشفيات العسكرية بإمكانهم التدريس في الجامعات، في المقابل بإمكان أطباء الجامعات العمل بالعيادات والعمليات وتغطية النقص الموجود لدينا، ففي جامعة جازان يوجد كلية للطب، وأيضاً في جامعة نجران كذلك، ولدينا عجز، بالتالي نستفيد من فكرة التكامل.
كما أن الطلاب والطالبات في كليات الطب بدلاً من أن يتدربوا في مستوصفات خاصة غير مهيأة، سيوجهون إلى مستشفياتنا العسكرية في تبوك والطائف ونجران وجازان وحفر الباطن، وكلها مستشفيات لديها إمكانات على أرقى المستويات وحاصلة على شهادات اعتماد دولية ومحلية كشهادة الاعتماد الدولية للمنشئات الصحية (JCI) وشهادة الاعتماد من المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية (CBAHI)، وشهادة الاعتماد من الجمعية الأمريكية للمختبرات (CAP)، فبكل تأكيد هي مهيأة لتدريب طلاب وطالبات الجامعات، وبالتالي ترتقي مخرجات كليات الطب وطب الأسنان من خلال تدريبهم بمستشفياتنا، وهذا هو التكامل الذي نهدف وتهدف له أيضاً رؤية (2030)، بالإضافة إلى أننا بدأنا أيضاً وفق رؤية (2030)، وأنشأنا إدارة استثمار لتنمية إيرادات ذاتية بما نملكه من إمكانات كبيرة جداً وإمكانات من المفترض أن نستفيد منها، فوقعنا عقود اتفاقيات مع بعض الجهات للاستفادة من إمكاناتنا، وتنمية الإيرادات.
* اذكر لنا الاستثمارات التي تواكب رؤية 2030؟
- من المعروف أن وزارة الصحة تحيل لنا بعض الحالات لإجراء عمليات جراحية وتنويم ومن هذا القبيل لبعض الأمراض المستعصية، فكذلك وقعنا بعض الاتفاقيات مع القطاع الخاص والمستشفيات الخاصة لاستقبال حالاتهم، ولكن بمقابل لوجود التأمين، فبالتالي من الممكن أن يحيلوا لنا، وهذا نوع من التكامل، وأيضاً هناك بعض الخدمات للقطاع الخاص أو للمستشفيات الخاصة، نقدمها بمقابل من دون أن يؤثر ذلك على جودة الخدمة المقدمة للمرضى لدينا كالأشعة والمختبرات وغيرها.
* معنى ذلك أن لديكم توجهاً لخصخصة المستشفيات العسكرية؟
- المستشفيات العسكرية أنشأتها الدولة لخدمة العسكريين ولتوفير الرعاية الطبية لهم، ولا يمكن خصخصة المستشفيات العسكرية؛ لأنها أصلاً أنشئت لهذا الهدف، وفي كل دول العالم المستشفيات العسكرية وجدت لتوفير الرعاية الطبية للعسكريين وذويهم، ولكن الإمكانات المتاحة في المستشفيات العسكرية من الممكن أن يستفاد منها لكسب إيراد ذاتي للمستشفيات، وهذا الإيراد طبعاً يتوافق (100 %) مع الأنظمة والقوانين التي صدرت من الدولة، وعلى سبيل المثال المستشفيات لدينا تقبل حالات الطوارئ من حوادث السيارات، فمثل هذه الحالات نستقبلها ونقدم العلاج اللازم لها، ومن ثمَّ تتحمل شركات التأمين التكاليف إذا كان المريض يحمل وثيقة تأمين، وهو ما تتبعه وزارة الصحة أيضاً، وتطبيقاً لإحدى مبادرات رؤية (2030) بالاستفادة من الموارد بما يعود نفعه للقطاعات الحكومية، وهو ما تحقق من خلال إيرادات العام الماضي، حيث بلغت أكثر من (80.000.000 ريال)، ونتوقع -إن شاء الله- وخلال (3) سنوات أن تصل إيراداتنا الذاتية إلى ما يزيد على مليار وخمسمائة مليون ريال إيرادات ذاتية، نستطيع بها أن نحسن الخدمة المقدمة ونستكمل دعم بعض المشاريع، فهذه إحدى فوائد إنشاء إدارات الاستثمار في الخدمات والمستشفيات.
* التوسع بالقبول بالمعاهد الخاصة مثل معهد الظهران والكليات.. ما هو توجهكم في ذلك؟
- نحن الآن فتحنا باب القبول في أغلب التخصصات التي نحتاج إليها، والتي لا توفرها الجامعات، ونقبل خريجيهم إما بتوظيفهم أو إلحاقهم في دورات تأهيلية، خاصة للضباط الجامعيين، حيث كان القبول قبل أربع سنوات لا يتجاوز (15) إلى (16) طبيباً، يتم تدريبهم وتخريجهم كضباط أطباء، أما الآن فسيتم تخريج (200) طبيب الشهر المقبل، وقد تقدم (600) طبيب لديهم قبول في برامج الزمالات لم نقبل منهم في العام الماضي إلا (200) طبيب فقط؛ بسبب عدم سعة الفصول الدراسية، وبالإمكان أن يكون القبول على دفعتين؛ فالمستشفيات العسكرية بحاجة إلى تخصصات معينة في مجال الطب والصيدلة، كما يوجد لدينا خطط لتوسع الرعاية الصحية، وبناء مستشفيات عسكرية في القواعد والمدن العسكرية الجديدة؛ مثلاً في الشمال في رفحاء في طريف وعرعر؛ لأننا لا بد أن نوفر الخدمة؛ لذلك اضطررنا مؤقتاً أن ننشئ مستشفيات ميدانية متنقلة في المناطق، ولكن مع بناء هذه القواعد لا بد من إنشاء مستشفيات ثابتة.
* بخصوص الأسطول الطبي الطائر وتوجهكم فيما يتعلق بدعمه بالكفاءات الفنية التي تعمل على الأسطول.. ما خطوتكم في هذا الجانب؟
- حقيقةً أن الإخلاء الطبي الجوي في الخدمات الطبية للقوات المسلحة، يعتبر مفخرة وطنية؛ لأنه لا يخدم القوات المسلحة فقط، بل يخدم البلد ككل، فلدينا أسطول طبي لنقل المرضى داخل المملكة طائرات الهيلوكوبتر وطائرات نفاثة من مدن المملكة الرياض أو جدة أو إلى الأماكن التي فيها مستشفيات مرجعية، أيضاً الإخلاء الطبي الجوي ينقل المصابين والمرضى من داخل المملكة لخارج المملكة، ونقل المرضى ليس محصوراً على منسوبي وزارة الدفاع، بل يتم نقل المرضى من وإلى أمريكا أو بريطانيا أو ألمانيا، ويتم تحويلهم إلى مستشفى التخصصي أو على مستشفيات وزارة الصحة، فمشروع الإخلاء الطبي الجوي مشروع وطني بكل ما تعنيه الكلمة، ويخدم المواطنين حسب الحالة، فيتم نقل مواطنين من المنطقة الجنوبية للمستشفيات المرجعية في الرياض وجدة وتبوك، وخلال (20) سنة مضت تم نقل ما يزيد على (41.000) حالة تم نقلهم بالإخلاء الطبي الجوي داخل المملكة وخارجها؛ بمعدل تقريبي من (2000) إلى (2500) حالة يتم نقلهم سنوياً.
*هل الأسطول الطبي الطائر كافٍ لتغطية نقل المرضى؟
- نحن ووزارة الصحة نعاني حقيقةً من عدم توافر طائرات مهيأة لنقل المرضى الذين يعانون من أمراض معدية أو أوبئة، وهو ما طالبنا به عن طريق المجلس الصحي السعودي لحاجتنا إلى طائرات إضافية يتوافر بها عزل لتلك الحالات، وكذلك توفير الكوادر الطبية المتخصصة في ذلك، وهذا ما يحتاج إليه أسطولنا.
* كيف تتوسعون فيما يتعلق بتطوير المستشفيات وتوسعة عدد الأسرّة فهناك شكاوى حقيقية خاصة في المنطقة الجنوبية كثيراً ما نجد من (4) إلى (5) أشخاص بغرفة واحدة.. فهل يوجد خطة لبناء مستشفى بالجنوب خصوصاً مع كثرة مراجعيه من جازان ونجران؟
- بكل تأكيد نحن ندرك أنه يوجد نقص بالأسرّة في جميع المستشفيات على مستوى المملكة؛ فكل المستشفيات تعاني من نقص الأسرّة، وذلك لوجود نمو سكاني ملحوظ في المملكة مع هذا النمو، ولكن يوجد لدينا خطط ورغبة بإنشاء توسعات وجاري العمل على معالجتها، بدأنا نعالج الوضع بالإمكانات المتاحة، لتقليص قوائم الانتظار قدر الإمكان، كما نعاني من الانتظار بعمليات اليوم الواحد وتوسعنا بها كثيراً في كل المستشفيات، الأمر الآخر أتحنا الفرصة للأطباء والفنيين أن يعملوا في العطل الرسمية بمقابل مالي؛ فالطبيب استفاد، والمراجعون استفادوا، ونتاجاً لذلك كانت العمليات الجراحية قبل أربع سنوات (60.000) ستين ألف عملية جراحية بالسنة، أما الآن فارتفع عدد العمليات الجراحية في السنة إلى أكثر من (200.000) مائتي ألف عملية لتزيد إلى ثلاثة أضعاف.
* هل هذا مطبق في كل المستشفيات؟
- نعم في أغلب المستشفيات حتى بالجنوب الآن بدأنا بذلك، فالرقم الذي تم الوصول إليه لم نكن لنصل إليه إلا بهذه الطريقة، فأصبحنا نشجع الكوادر الطبية بالحوافز، وهو ما ساهم في خفض قوائم الانتظار.
* في حال بُنيت المدينة الجديدة في الرياض فهل ستساهم في تخفيض الضغط على المستشفى؟
- المدينة الطبية طموحنا أنها عندما تكتمل وتبلغ السعة السريرية لها (3500) سرير، أنها ستكون أكبر مستشفى في المملكة، وستكون معلماً حضارياً فريداً، مدينة طبية متكاملة، هذا ما نطمح إليه، ونطمح أن تكون مدينة طبية جامعية، هذا ما نتمناه ونفكر جدياً في إنشاء المدينة بعقد شراكات مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي بأن تُنشأ المدينة بالكامل من دون ميزانية من الدولة؛ على نفقة الاستثمار، وخلال (20) سنة تأخذ الشركات مستحقاتها، وتحت إدارة الخدمات الطبية، ثم تعود عوائدها كاملة للخدمات الطبية، والآن ننتظر الموافقة، والدراسات والتصاميم جاهزة، وطموحنا أن نبدأ بها حتى من دون دعم من الدولة في حالة الموافقة.
* هل المستشفيات العسكرية تستطيع تأهيل المصابين بالحد الجنوبي؟
- بكل فخر نعم، تستطيع المستشفيات العسكرية تقديم أفضل العلاج والرعاية للمصابين في الحد الجنوبي بكل كفاءة واقتدار، وسمو ولي العهد -جزاه الله خيراً- عمدنا بأن أي مصاب يرغب بالسفر خارج المملكة للعلاج يتم تسهيل إجراءاته، وما يقع من تأخير سببه استخراج تأشيرة المصاب والمرافق الذي معه، ونحن مقتنعون بأن باستطاعتنا علاجهم، إلا أننا ننفذ توجيهات سمو ولي العهد، بل إن من المصابين الذين ذهبوا إلى أوروبا لتركيب أطراف صناعية تم استبدالها عندنا بأطراف صناعية أخرى وأفضل لدينا، كما يوجد لدينا إمكانات تفوق ما يوجد في ألمانيا، أقولها بصدق فيوجد لدينا بمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض مراكز لصناعة الأطراف ومركز بالطائف للتأهيل ومركز التأهيل، لا يقل عن مدينة الأمير سلطان الخيرية مما يمتلكه من إمكانات لتأهيل المصابين.
* ماذا عن ربط المستشفيات العسكرية؟
- حقيقة مشروع الملف الطبي الموحد يعتبر مشروعاً وطنياً، وهدفنا فيه شيئان أولاً: توفير الخدمة للمريض، وأيضاً الحد من الهدر الحاصل في المستشفيات، فكل ضابط وكل فرد يحتاج أن يفتح ملفاً طبياً في كل مستشفى عسكري، وهذا يعد قمة الهدر بحيث يتنقل بين المستشفيات، والفكرة الآن من خلال توقيع العقد مع شركة متخصصة في هذا المجال أن يتم ربط المستشفيات العسكرية كلها في نظام معلومات واحد؛ بموجب الهوية الوطنية التي ستصبح المعرّف للمريض، كما سيتم التنسيق مع وزارة الداخلية من أجل استخدام البصمة، والاستفادة منها في المختبرات، بحيث إن المريض مثلاً الذي أجرى تحاليل في مستشفى تبوك قبل سنة يستطيع الطبيب في مستشفى خميس مشيط الاطلاع على تلك التحاليل وملف المريض دون الحاجة لإعادة التحاليل، وكذلك الأمر بالنسبة لصرف الأدوية سيتم تطبيقها -بإذن الله- بعد (6) أشهر في الرياض والخرج ومراكز القلب، وبعد (3) أشهر سيتم تطبيقها في المستشفيات العسكرية والميدانية كذلك، وسيتم ربطها بالنظام الموحد بالإضافة للمواعيد فبهذه الطريقة سيكون العمل بشكل آلي وليس ورقياً لجميع المعلومات نظراً لتوافرها.
* سمعت أن مركز الطوارئ عندكم من أفضل المراكز في العالم؟ هل هذا صحيح؟ ولماذا؟
- سعة هذا المركز تبلغ (310) أسرّة، ويمكن زيادتها إلى (380) سريراً في حال حدوث الكوارث وغيرها -لا سمح الله-، كما أن المركز مجهز ومهيأ وفيه غرف عمليات مركزة ومجهز في الأشعة والمختبر لذلك يعتبر المركز من أفضل مراكز الطوارئ على مستوى العالم ومنذ ساعات قليلة كنت أتحدث مع مدير المستشفى وأبلغني بوجود أكثر من (180) حالة في طوارئ المستشفى.
* نحن نعرف أن المستشفيات العسكرية ليست للعسكريين فقط بل للمواطنين.. حدثنا عن تلك الخدمة الإنسانية خاصة في بعض الأمراض؟
- المستشفيات العسكرية أنشأتها الدولة لتوفير الرعاية لمنسوبي القوات المسلحة وللمواطنين التي حالتهم تتطلب ذلك، وهناك مرضى يحولون من وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة للمستشفيات العسكرية لمن يعانون من أمراض مستعصية وأمراض القلب والأورام هؤلاء يتم تحويلهم ويتم قبولهم تلقائياً بدون (أوامر)، حيث نتسلم تقاريرهم الطبية من وزارة الصحة أو من مستشفيات خاصة، ليتم قبولهم، بالإضافة إلى أن بعضهم يأتون بأوامر من خادم الحرمين الشريفين أو من سمو ولي العهد، ويتم علاجهم في المستشفيات العسكرية في مراكز القلب التي توجد بالرياض والجنوب والمنطقة الشرقية وجدة وتبوك، وعدد كبير من الذين يراجعونها ليسوا من منسوبي وزارة الدفاع.
* كم عدد الأسرّة في مراكز القلب على مستوى المملكة؟
- عدد الأسرّة في مراكز القلب على مستوى المملكة يفوق (600) سرير، وسوف ترتفع إلى (1500) سرير، وذلك لوجود مركز القلب بالجنوب ومركز القلب في تبوك وجدة جاهزة للتشغيل، وبعضها بدأ يعمل.
* ماذا عن موضوع نقل الأعضاء للحالات ودوركم في ذلك؟
- هي عملية تكاملية بين الخدمات الطبية والإخلاء الطبي الجوي، فالإخلاء الطبي الجوي له دور كبير في عملية نقل الأعضاء فقبل (6) أشهر ذهب فريق من الخدمات الطبية إلى الكويت ونقلوا أعضاءً من مريض متبرع متوفى -رحمه الله- مثل: (القلب- الكبد- الكلى- القرنية)، وفور وصولهم تم نقل بعض تلك الأعضاء للمستشفيات مثل: التخصصي وبعضها إلى المستشفى العسكري ومستشفى الحرس الوطني، وهو ما يعطي الانطباع عن مدى أهمية هذه الخدمة المقدمة.
المستشفيات العسكرية هي أول من بدأ بعملية زراعة الأعضاء في المملكة، وأول زراعة كبد عملت في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض، وأول عملية زراعة قلب في المستشفى العسكري بالجنوب وأول زراعة للكلى تمت في المستشفيات العسكرية.
* ماذا عن عملية معالجة قلب جنين في رحم الأم هل نجحت العملية؟
- نعم، لقد نجحت العملية، وقامت المستشفيات العسكرية بإجراء عملية جراحية لجنين في رحم أمه ولمريضة ليست من منسوبي وزارة الدفاع؛ حيث وردتنا التقارير من وزارة الصحة وتم نقل المريضة بالإخلاء الطبي الجوي، فتم الترتيب وفور وصول المريضة أجريت العملية وعندما أتى موعد الولادة أجريت لها العملية وتم التأكد من استقرار حالتها وحالة الجنين، والآن عمره (4) أشهر تقريباً ووضعه سليم -ولله الحمد-.
وهذا يدل على أن المستشفيات العسكرية تخدم الجميع وليست فقط للعسكريين فلدينا في عمليات زراعة الأعضاء إحصاءات جداً مشرفة، منها عمليات زراعة الكلى لأكثر من (250) عملية في السنة وعمليات زراعة القلب ولدينا خطط للتوسع بشكل أكبر.
* ماذا بشأن الشريط الشمالي لمدينة الأمير سلطان؟ وما الخطة؟
- الشريط الشمالي هي منطقة بين مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية والقوات الجوية، وكانت عبارة عن عقارات مملوكة لأشخاص ووفقنا مع وزارة المالية واعتمدوا لنا المبلغ المطلوب لنزع ملكياتها ونزعت بالكامل.
وتقدر مساحتها بأكثر من (70) ألف متر مربع وستضاف بالكامل لمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية ولمركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب، وسيتم إنشاء أبراج طبية عليها، وسيتم إنشاء برج جراحي للقلب بأكثر من (500) سرير، بالإضافة إلى تنويم وعمليات وعناية مركزة لمركز القلب عبارة عن مستشفى متكامل وستنقل بعد الانتهاء خلال سنة أو أكثر من البرج الحالي، وبدلاً من إجراء العمليات في مبنى (6) سوف نستغله في إجراء عمليات زراعة الأعضاء، وأما العناية المركزة والعمليات فسوف نخصصه فقط ونسميه مركز زراعة الأعضاء، ومركز القلب ينقل للمبنى الجديد، وسوف ينشأ مبنى عبارة عن مستشفى كامل للأطفال (طوارئ وتنويم) فقط للأطفال بالإضافة إلى الموجود سابقاً فيه قسم نساء وولادة، ونقوم بالوقت الحالي بإعادة تأهيله، وسوف يكون مبنىً مستقلاً أي مستشفى متكامل عبارة عن (550) سريراً للأطفال طوارئ وتنويم وعمليات.
* ماذا عن برنامج التوحد؟
- مراكز التوحد هي فكرة بعدما وجدنا أن منسوبي وزارة الدفاع يرغبون في الذهاب مع أبنائهم الذين يعانون من مرض (التوحد) للعلاج في الخارج «الأردن- الإمارات»، حيث يصدر له أمر ابتعاث من وزارة التعليم، فبدأنا بالعمل على الموضوع مع المسؤولين بالخدمات الطبية للقوات المسلحة ورفعنا لسمو سيدي ولي العهد محمد بن سلمان اقتراح إنشاء مراكز ضمن برنامج الأمير محمد بن سلمان لرعاية أطفال التوحد واضطرابات النمو، فأنشأنا (7) مراكز للتوحد في (الرياض- جدة- تبوك- الطائف- الجنوب- المنطقة الشرقية- حفر الباطن) بفضل الله، ثم بجهود ذاتية (100 %) من دون أي اعتمادات مالية إضافية، ورفعنا لسمو الأمير تقرير إنجازاتنا في هذا المجال لما يقارب (3000) طفل، تم فحصهم وتشخيصهم، وعلمنا بأهمية العلاج المبكر، والآن بعض الأطفال تخرّج من خلال هذا البرنامج، وهم في التعليم العام، وأصبح الطفل طبيعياً (100 %)، وبقيادة الكوادر السعودية لدينا نستخدم أسلوب رعاية حديث مع أطفال التوحد، وهو ما يسمى بالرعاية النهارية حيث نقدم للأطفال مع أولياء أمورهم عدداً من الدورات والمحاضرات ويطبقونها ويستفيدون منها، وهي طريقة ناجحة وهو الأسلوب المطبق في أغلب الدول المتقدمة للرعاية النهارية، ومثلما أسلفت لدينا (7) مراكز ناجحة (100 %)، وغداً سأذهب لمركز الرياض للتوحد، وهو الذي تم افتتاحه منذ سنتين أو ثلاث سنوات، لافتتاح توسعة جديدة له، والآن أكثر من (500) طفل يراجعونه، وأكثر من (70) موظفاً وموظفة لرعاية الأطفال.