هدى بنت فهد المعجل
آن لنا أن نستشعر مكانة وطننا وأهميته على الدوام، وأن نتعاطى رياح الوطن ونحتسيها في كؤوس الإخلاص والتفاني والوطنية!!
أن نستشف عبير صحرائنا الطاهرة، ونتغزل في رملها، وسمائها، على الدوام، على الدوام!! وان لا نجعل وطنيتنا تنتعش وتتراقص فقط في يوم الوطن، لتكن أيامنا للوطن، وأعمارنا الثمينة فداء للوطن، وأقدامنا لأجل الوطن.
لنجعل من زقزقة العصافير أنشودة (هيا للوطن، لإعمار الوطن) دوماً، وباستمرار, لا تستنهضوا هممنا فقط عندما يحين (يوم الوطن) ويشارف على القدوم، بل لماذا تصيرون الوطن أياماً معدودة تصاغ فيها أعذب الألحان والأوبريتات والقصائد بوطنية قوية منفعلة ثم تتناقص رويداً، رويداً، لدرجة نسيان انتمائنا لهذا الوطن المعطاء.
الآن، وأنا أرى يوم الوطن يلوح من بعيد بكلتا يديه مودعاً، والمشاعر هدأت واستكانت، والقصائد ابتعدت، وجف معينها، الآن فقط رأيت أن أستنهض الهمم، أثير المشاعر، وأشعلها شمساً منيرة، وضاءة في جبين كل فرد، قائلة بملء في، وجوارحي، وجوانحي، (هيّا للوطن، لإعمار الوطن).
الوطن، لم يكن يوماً مادة تدرس لتكون حصيلة ذلك الدرس درجة تدون في شهادة ثم تنسى المادة، وينسى الوطن، وبالتالي يطوى في سجل (كان وأخواتها) لا، وربي, لا, الوطن, أن نقف صفا بصف, ونضع يدًا بيد, وننطق صوتًا بصوت, ونتآزر قلبًا على قلب, كل, كل من ينتمي إليه ويسعى له ومنه ولأجله.
كيف تسمح لنفسك (أخي المواطن) أن تكون كفيلا لعمالة وافدة أتت لتسد رمق جوعها (فقط) فملأت أفواهها، وجيوبها، وبنوكها بغبائك وأنانيتك وسطحيتك,أنت وإن تسترت على ذلك الوافد نظير بضع ريالات تستلمها منه نهاية كل شهر, فاعلم أنك، وجهلا منك منحته بقرة حلوبا جسدها هنا, وضرعها ولبنها هناك, هناك حيث تقطن عائلته, وما تناله من ذلك اللبن سوى قطرات تجف في حلقك قبل أن تصل ألبانها إلى من بعثت إليهم, بفعلتك هذه تزعزع اقتصاد وطنك دونما إدراك منك أو دراية, أو ربما دونما وطنية, كيف نسمح لعمالة وافدة أن تبيع فينا وتشتري, إنك إن تضع قرشك بين يدي مواطن مثلك, وقتها تفتح المجال له أن يمارس الأنشطة والأعمال التي يمارسها العامل الوافد ومن ثم تمنحه الصلاحية التي قد منحتها للوافد.
إن تفعل ذلك فاعلم أن (بضاعتنا ردت إلينا) وقرشك خرج من جيبك أنت (المواطن) ودخل في جيبه هو (المواطن) وبالتالي حفظ في أرض (الوطن).