سمر المقرن
بعد التطور الكبير الذي تشهده المناهج الدراسية وإضافة مواد وتحديث وتغيير، لا بد من الالتفات إلى مناهج اللغة الإنجليزية، وأن تُعد بطريقة تجعل الطالب لا يتخرج من الثانوية العامة إلا وهو متقن تماماً لهذه اللغة الحيوية في كل دول العالم. لكن قبل هذا كلّه، لا بد وأن يكون هناك إعداد جيّد لمعلم اللغة الإنجليزية، أتذكر قبل عدة سنوات وقفت على هذا الموضوع وبحثت فيه كثيراً، فوجدت أن المعلمة أو المعلم عندما يتخرّج ويعمل في التدريس يصعب عليه تدريس المادة حتى أن بعض حديثي التجربة كان منهم من يخضع لدروس خصوصية ليتمكن بعده من إلقاء الدرس، هذا الأمر وقفت عليه بنفسي وكنت شاهدة عليه. ما يعني أن ضعف مخرجات تعلم اللغة الإنجليزية ليس على مستوى التعليم العام بل حتى لدى الأقسام المتخصصة في الجامعات والكليات!
اللغة الإنجليزية هي لغة الحياة، ولا ننكر أهميتها بعد اللغة العربية بكل تأكيد، لكن أن يتم تعلمها في المدرسة بآلية منهجية صحيحة منذ مراحل التعليم الأولى، سوف يمنح هذا النشء الكثير من المهارات التي تعزز ثقتهم بأنفسهم، وترفع قدراتهم في التواصل مع العالم واكتساب الثقافات والتنوع الفكري والحضاري.
أيضاً من المهم أن نلغي أمام هذا الجيل صعوبة شرط اللغة الإنجليزية التي تواجه الباحث عن وظيفة، بأن يتخرّج من المدرسة وهو متقن لها، ولا يحتاج إلى السفر لدراستها أو الانضمام لمعاهد ودورات نتائجها بسيطة جداً، مقارنة بنتائج تعلم اللغة منذ مرحلة دراسية مبكرة «بشكل صحيح».. فبصدق أقولها إن مناهج اللغة الإنجليزية ما زالت شكلية، ولم يهتم بتدريسها وفق آليات صحيحة سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليدين من المدارس الخاصة!
قد يكون في أيام الأجيال الماضية وظائف محددة وجهات معينة تطلب من الباحث عن وظيفة إجادة اللغة الإنجليزية، أما اليوم فكل الوظائف بلا استثناء تحتاج إلى اللغة، حتى الوظائف البسيطة التي تتطلب التعامل مع الجمهور من المهم أن يشغلها أشخاص لديهم إلمام باللغة لأنهم سوف يواجهون أشخاصاً لا يتحدثون العربية.
تدريس اللغة الإنجليزية بعيداً عن الأسلوب القديم، وفق آلية حديثة وصحيحة لم يعد أمراً اختيارياً إنما حاجة ملحة تطلبها احتياجات العصر.