يوسف المحيميد
هذا العام جاء المهرجان الوطني للتراث والثقافة باكرًا على غير العادة، جاء مع بدء فصل الشتاء، ومتزامنًا مع إجازة نصف العام، مما يمنح محبي مهرجان الجنادرية وزوارها، من خارج الرياض، فرصة الاستمتاع بأنشطة القرية الشعبية، وأجنحة المناطق، ورقصاتها، وحِرَفها، وأزيائها، إضافة إلى ثقافة ضيف الشرف، وهي دولة إندونيسيا.
هذا المهرجان الذي يجمع بين الثقافي والترفيهي، بين العراقة والتاريخ والمستقبل، استطاع على مدى أكثر من ثلاثة عقود أن يضع تراثنا وتقاليدنا العريقة أمام كل الأجيال، ويعرّف بها، أكثر مما تفعله المقررات المدرسية، ومما تصنعه التربية، وما زال بإمكاننا أن نجعل هذا المهرجان أجمل وأكثر حضورًا، من خلال جعله يستمر ويتجدد لمدة أطول من شهر، كأن يبقى طوال فترة الشتاء والربيع، وتسهيل الوصول إليه من خلال النقل العام، سواء الحافلات، أو المترو الذي يجب أن تتمدد خطوطه في كل معالم المدينة، فلا جدوى من هذا المترو مستقبلاً ما لم يصل إلى مقر الجنادرية شرقاً، أو إلى القدّية غربًا، أو إلى درة الرياض شمالاً.
إن توفير التسهيلات لهذا المهرجان وغيره من المهرجانات مستقبلاً، هي ما يمنحها الحيوية، فضلاً عن توفير كل شيء حولها من فنادق ومنتجعات ومطاعم فاخرة ومقاهي، ومختلف وسائل الترفيه.
ولا شك أن نجاح هذا المهرجان على مدى ثلاثة وثلاثين عاماً يحسب لرئاسة الحرس الوطني سابقاً، الوزارة حاليًا، ولمؤسس هذا المهرجان الملك عبدالله يرحمه الله، ولكن هذا النجاح سيكتمل بتكامل الجهات ذات العلاقة، بمشاركة وزارة الثقافة في الجوانب الثقافية، والهيئة العامة للترفيه في الجوانب الترفيهية، فلقد تبث أن العمل التكاملي المؤسسي في كثير من المشروعات الحكومية يحقق نجاحاً أكبر، نظراً لمزيد من الرؤى والأفكار، واستخدام الكثير من الممكنات فيه.
لقد أصبح هذا المهرجان وجهًا حقيقيًا للثقافة والعراقة في وطننا، وأصبحنا نقول لأنفسنا كل جنادرية والوطن بخير.