خالد بن حمد المالك
عندما تتحول أجواء المملكة إلى فعاليات تتنوع بين الثقافي والترفيهي والرياضي والإعلامي وغيرها، ويكون هذا الاهتمام والتفاعل والحضور الثقافي والتراثي والرياضي والإعلامي بمثل ما رأيناه في الجنادرية، أو ما كان من سباقات رياضية في الدرعية، إلى جانب الطرب الذي أحياه الفنانون هنا وهناك وتحديداً في عدد من المدن السعودية، تكون المملكة - وهي هذا العام عاصمة الإعلام العربي - قد استكملت الحلقة التي كانت مفقودة في المملكة، وبالتالي أطلت بنشاطاتها وفعالياتها إلى العالم بهذا التنوع في إحياء ليلها ونهارها بما يسر.
* *
هذه الفعاليات التي كان بعضها مغيباً، أو كانت سجينة بسبب بعض الآراء الاجتهادية التي ألبستها رداء الحشمة، وكأن الاهتمام بهذه الفعاليات، وتمكين المواطنين من الاستمتاع بحضورها يمثل خروجاً على تقاليدنا وقيمنا، ويظهرنا وكأننا نتنكر لماضينا الجميل.
* *
إن هذا التغيير المتسارع في دعم الدولة لجودة الحياة، واستحضار كل الفعاليات التي تروِّح عن الناس، وتجعلنا ككل شعوب دول العالم في تعاطيها مع الفن والنشاطات الأخرى، قديمها وجديدها، ما هو من موروثنا، وما هو خاص بغيرنا، مما لا غنى لنا عن التعرف عليه، ضمن الاهتمام الضروري بثقافة الآخرين، إنما هو تغيير طبيعي لدولة تنشد التجديد نحو ما هو أفضل.
* *
وخلال الأيام القليلة الماضية كانت العلا على موعد مع نشاطات فنية أخرى تمتد لأكثر من شهر، فيها كل ألوان الفنون، ويوم الأربعاء القادم سنكون على موعد مع افتتاح معرض الكتاب الدولي في جدة، فيما يواصل مهرجان الجنادرية، وفي أكثر من موقع إحياء فعالياته بكل تنوعاتها، مضيفاً إلى الرياض جواً ثقافياً وفنياً يمتد لأسابيع، فضلاً عن الفعاليات المصاحبة لاختيار الرياض عاصمة للإعلام العربي، وبهذا فقد تحولت الرياض بل المملكة كلها من بيئة طاردة لكل أنواع الفنون والثقافات والفعاليات الأخرى إلى بيئة حاضنة لكل أنواع الجمال.
* *
دعونا لا نُثبِّط من عزائم أولئك الذين يحرصون على إمتاعنا، وأن نكون عوناً لهم، بالتشجيع، والتفاعل، وتقدير هذا الصنيع لهم، لأن ما يجري من حراك فني وثقافي ورياضي، هو من أجلنا، ولصالح بلادنا، ولا شيء أخطر علينا وعلى بلادنا من أخذ الموقف الخاطئ بالتوقيت غير المناسب في مواجهة كل عمل مفيد من أجلنا، فالتأمل في كل ما نراه، سنجد أنه لصالحها، والتفكير في هذه المستجدات، إذا أمعنَّا النظر فيها جيداً، فسوف ندرك أهميتها وجدواها وفائدتها لنا وللأجيال القادمة في الحاضر والمستقبل.