عبد الله باخشوين
قبل فترة وجيزة أعلنت (الهيئة الملكية للعلا) التي على قمة هرمها فكر ورؤية زين شباب العالم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.. أعلنت عن بعض تفاصيل مهرجان (شتاء الطنطورة) ببرنامج فني وسياحي.. هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.. ذلك أن (المهرجانات والبرامج) الأخرى عادة ما تكون ذات طابع (محلي) يقتصر النشاط فيه على (موقع) محدد كـ(مهرجان بعلبك) مثلا.. أو (مهرجان جرش) أو (أصيلة) أو غيرها من المهرجانات ذات الفعاليات المتنوعة.. أما أن يكون المهرجان له صفة الشمولية.. وعلى منطقة (جغرافية) واسعة ومتنوعة تشمل مناطق (أثرية) وواحات (خضراء).. و(نتوءات) صخرية وجبلية صاغ الخالق سبحانه كتلها وممراتها وألوان صخورها وترابها بسمات جمالية نادرة دون أن ننسى شواطئها وإطلالاتها على الجزر وأضواء الشواطئ المقابلة فهذا هو الذي يجعلنا نؤكد أنه حدث هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
هذا يجعلني أتوقف - بالضرورة - عند الجهد الجبار الذي ينتظركل العاملين في (الهيئة) خاصة فيما يتعلق بـ(الطرق والمواصلات) خلال الفترة الزمنية غير القصيرة التي تستغرقها أيام (المهرجانات) وذلك من خلال توفير (وسائل النقل).. بدءاً من الرحلات (الجوية) من مختلف (مطارات المملكة) وفق برنامج
حيوي وثابت وبأسعار مناسبة خاصة لـ(العوائل).. ووسائل (النقل) المجاني إلى المنتجعات السكنية المؤقتة وما يتبعها من مخيمات في مناطق الآثار والواحات الزراعية.. إضافة إلى أكثر من سوق مركزي ومطاعم ومقاهي وأماكن ترفيه للصغار.
أي أن (الهيئة الملكية للعلا) سوف تؤسس أو تختار المواقع المناسبة التي تصلح لأن تكون قاعدة ثابتة لفنادق واستراحات لا تعمل خلال أيام المهرجانات فقط وإنما هي نواة للمواقع المناسبة لسكن كل من يقصد (العلا) من سياح وزوار في مختلف فصول السنة.. وبطريقة يمكن أن تستثمر في زيارات جماعية لطلاب الجامعات في مختلف مناطق المملكة.. وتستثمر في (مجاميع) عائلية في برامج تطرحها الوزارات والمؤسسات الخاصة لموظفيها بأسعار مشجعة.
وأعتقد أن مثل هذه المشاريع إذا وجدت الدعاية المناسبة (وطئتها) أقدام الناس سوف تصبح خلال فترة زمنية قصيرة مواقع استثمارية ضخمة تلعب دوراً حيوياً وهاماً في إكمال صورة التنوع الجغرافي والمناخي بين البحر والواحة والجبل.. وتضع على (طاولة) المعرفة مدىً جديداً وغير مكتشف من كل (خارطة جغرافية) المملكة وسوف تكون لها مطاراتها و(سكة حديدها) وخطوطها البرية الحيوية لتحتفل بنهضتها التي تزاحم مناطق أخرى من العالم نهضت خلال عمر قصير بعد أن كانت شبة مجهولة.
إن وعود نهضة بلادنا خرجت من (رحم) الحلم لتضع أول أقدامها على أرض الواقع لتركض دون أن يقوى على إيقافها كاره أو مبغض أو عدو.