سعد السعود
في كل مناحي الحياة.. إن لم يكن لديك قائد فستضيع بالمتاهات.. وستغرق سفينتك حتى في أهون الموجات.. لأنه ببساطة عندما يُعدم من يقود الدفة تصبح الفوضاوية مسيطرة والعشوائية عنوان التدخلات.. فيسقط القارب بمن فيه.. هكذا علمتنا الحياة.
والرياضة كغيرها تحتاج لقائد فذ.. يصنع من الجزئيات المشتتة لوحات مكتملة.. ويخلق من التفاصيل الصغيرة قوة مذهلة.. وحتى لا أطيل الفلسفة عد فقط لما عمله البلطان منذ عودته الملهمة.. وستجد أن الليث الذي كان أشبه بالمريض الذي ينتظر إعلان مقتله.. تحول إلى أسد شرس في الملعب يفترس كل من يقابله.
نعم هكذا حول البلطان غموم الشبابيين إلى غيوم تحمل الفرح للمحبين.. وتقسو بشدة على الآخرين.. كل ذلك ولم يكن للرجل خيار فيما يمتلكه من لاعبين.. فقد حضر بعدما أغلقت فترة التسجيل أبوابها أمام المستقطبين.. مما جعل الليوث ينتظرون الشتاء بكل لهفة وحنين.. ولم يدر في خلدهم أن هنالك رجل حتى مع شح الإمكانات يصنع منها أكسير حياة لفريق بات عصياً أن ينكسر أو يلين.
وحتى لا أطيل الثناء برجل يستحق الكثير.. فقط شاهد ردود أفعال المنافسين.. فبعدما كان الشباب بعينهم نسياً منسياً.. أضحى بعبعاً يقض مضاجعهم.. لذا شاهدنا حملات التأليب والتأجيج ضد البلطان في أكثر من برنامج.. ومحاولة إسكات الصوت الشبابي بعدما عاد للواجهة.. لكن ما يميز البلطان عن غيره أنه يجمع بين القدح في الملعب وخارجه.. ويترك لغيره الولولة والبكائيات.. باختصار هو يمضي في صفحتهم صفعته.. ويغادر.. ليتركهم في خبر كان.
المضحك أن خصوم البلطان يعيبون عليه حدته في التصريحات رغم أنها تتضمن حقائق فضلاً عن مزجها بروحه الخاصة.. في حين من يتولون الرد لا يملكون أدنى دراية.. زادهم مفردات صبيانية.. وقمة ردودهم بذاءات لفظية.. وهو ما يجعل البلطان في معركة غير متكافئة.. أشفق فيها على خصومه.. وأرفع القبعة له على حضوره.
ولتعرف ما يفعله هذا الرجل بفريقه.. عد لحال الشباب قبل قدومه.. وكيف كان الليث أشبه بسفينة غريقة.. لتتحول بعد مشيئة الله إلى باخرة غاية بالفخامة.. وصلت للمركز الثالث من بعيد.. رغم أن الأدوات هي نفسها لم تتغير.. وهنا يتجلى العمل الإداري للقادح.. والقادم حسب الوعود وماهو منتظر في يناير سيكون أجمل لليث ومحبيه.. فالمنظومة ستعمل بكل طاقتها.. ولن يتوقف بوجهها أحد.. لا أحد.
أخيراً.. إن كان بعض الشبابيين غاضبون لسبب مستوى بعض الأجانب وحجم الدعم في الصيف.. فعليهم حتماً شكر رئيس هيئة الرياضة معالي المستشار على أجمل هدية قدمها للشباب بإعادته للبلطان.. فكل الصفقات فيما عداه لا شيء بوجوده.. فمن يملك تلك الكاريزما قادر على صناعة فريق بطل حتى من أقل القليل.. فما بالكم عندما تعود عجلة الحياة للدوران مع البلطان.. عندها حتماً سيزور الفرح البيت الأبيض.. أطمأنوا.. إني أرى بالأفق سحب وأنتظر مطر.
آخر سطر
مع عودة الحكام المحليين.. أتمنى ألا نرى الكوارث التي كانت تحدث سابقاً.. وأن يستفيد حكامنا من تقنية الفار.. ويتسلحوا بالثقة والثبات.. فأكثر ما كان يسقط الصافرة المحلية فيما مضى هو ارتعاد صداها في مواجهة أندية الضجيج.