د. خيرية السقاف
ترهقنا مطاراتنا وتحديداً مطار جدة..
ممرات طويلة مقسمة بأشرطة زرقاء..
وحين تصل عليك انتظار حقائبك لساعات، ثلاث رحلات وقبلها مثلها تخصص للحقائب، وأنت إما أن يكون لديك من يتولى استلام حقائبك، بالانتظار، وإما إن كنت عصامياً وتحب أن تخدم نفسك فعليك الانتظار، ولك أن تتخيل عدم فراغ أي مقعد انتظار لك فتذهب تقطع المسافة بين طولها وعرضها، وتلف حول مسار الحقائب مرات، وأخرى حتى يبلغ بك الجهد مبلغه..
وحتى عند استلامك حقيبتك تجدها وقد عاث بها الغبار، وتقلبت بمواجعها من الركل يمنة، ويسرة..
لا أدري ما الذي يفعله المسؤولون وهم ربما في مكاتبهم، والناس في الصالات يتزاحمون، ويرهقون، ويتذمرون!!..
لا أدري إلى متى ويكون انتظار المسافرين ذهاباً، وإياباً مرهوناً ليس بفرحة الوصول، ولا بشجن الرحيل بل بالخلاص من متى ستقلع الرحلة في موعدها، أو ستتأخر؟!، مع أن الناقل شركات عديدة ومختلفة..
لكن الأعذار واهية، إِذ يقال لك: بعض الرحلات تتأخر إما وصولاً لأسباب عند محطات المغادرة، أو لصيانة الطائرة بعد هبوطها في المحطة المستقبلة، وقد تضطر للتحول من بوابة سفر لأخرى بعد أن تكون أمضيت وقتاً في الانتظار..
إنك تجد العناية بالأسواق التجارية في بعض مطاراتنا المحلية أكبر من العناية بالإِنسان..
كثيراً ما أشوق للسفر براً هروباً من هذه المحبطات التي تفاجئنا حين نسافر..
في كثير يعلن عن موعد إقلاع الرحلة، ويتسارع المسافرون نحو الممر الممتد بينهم، وبين الطائرة فيقفون لأكثر من نصف ساعة، أو تزيد لأن البوابة لم تفتح، وبالتالي تقف حتى يأتي دورك لاستلام بطاقتك لصعود الطائرة..
أحياناً أتخيل الطائرة تلك الفتاة فارهة الجمال تتمطى في وقفتها لتلفت إليها الأنظار، وتشد إليها الأشواق..
عن محطات السفر الداخلية حدِّث، ولا حرج..
وعن محطة جدة تحديداً لا تتوقف عن الإفضاء،
ولا تغض الطرف، وأنت في حل، فالواقع يدينها!!..