د.ثريا العريض
خمسة أحداث على ساحتنا السعودية الأسبوع الماضي تبارت في استقطاب اهتمام المتابعين لما يجري فيها:
الحدث الأول كان افتتاح حي طريف في الدرعية التاريخية بعد ترميمه ليكون موقعًا سياحيًا ترفيهيًا تثقيفيًا.
والحدث الثاني كان إقامة سباق فورمولا أي في الموقع التاريخي للدرعية وقد احتشد له 23 ألف زائر وزائرة لمتابعة الحدث على الموقع، وتابعه الآخرون على البث التلفزيوني المباشر.
والحدث الثالث كان -كما هو معتاد في هذا الوقت من العام- إعلان الميزانية للعام القادم 2019 . وجاءت تريليونية تفيض بمخصصات مُرضية لكل الجهات الحكومية، كما جاءت تقارير الوزارات تفخر بتحقق الهدف الذي حدد لها في برنامج التحول بل وتسبق الزمن المتوقع سابقًا.
والحدث الرابع كان افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مهرجان الجنادرية السنوي, وهو هذا العام النسخة 33, مبتدئًا فعالياته لتمتد على مدى 3 أسابيع. وقد تداولت الأخبار أن الجهات المعنية تنظر في إمكانية إبقاء فعالياته مستمرة طوال العام. والحقيقة أنه كعادته منذ ابتدأ فعالية ثقافية حيوية, ودرس مرئي يجمع سيرة التاريخ وأصالة شتى مكونات المملكة ومناطقها المترامية, ومواقع عروض لكل الأجهزة والجهات المهمة في الدولة بما في ذلك الوزارات والهيئات. وأنا بين فعالياته لا تفوتني متابعة الأوبريت المتجددة كل عام التي تشمل عرضًا فنيًا ساحرًا ومؤثرًا ومستفزًا لمشاعر الانتماء والاعتزاز والفخر بالموروث الجمعي، يجمع الشعر والرقص الفولكلوري التعبيري والعرضات وعروض مرئية، حافل يستخدم التقنيات الحديثة. قد حملت الأوبريت هذا العام عنوان «تدلل يا وطن» وقام بالأداء المطربون محمد عبدة وراشد الماجد وأكثر المطربين والفرق الفنية شعبية عند الجمهور. رأيي أنه إضافة إلى أن استمرار الجنادرية طوال العام وربما تنقّل فعاليتها وعروضها في أرجاء الوطن الممتد سيخفف من كثافة الأعداد التي تزدحم لحضور المهرجان خلال الأسابيع الثلاثة المخصصة له لزيارة الأجنحة الكثيرة التي تستعرض تراث مناطق المملكة وتنوع طراز مبانيها ومعمارها وأطعمتها وحليها وأزيائها ونشاطاتها التقليدية وأسواقها، فهو أيضًا سيوفر مئات الآلاف من فرص العمل وكسب الرزق للحرفيين والمتخصصين والمهنيين والباعة ومقدمي العروض والأدلة السياحيين. كما سيتيح أن يكون مقصدًا للزيارات المدرسية المنظمة لإطلاع الطلبة على مكونات تراثنا تاريخيا وجغرافيًا وحرفيًا وفنيًا. وهو بذلك سيكون نشاطًا ذا مردود مضاعف على كل الأصعدة، اقتصاديًا وعلميًا وتثقيفيًا وترفيهيًا, وهو الخيار الأفضل مردودًا للجهود المبذولة لإقامته.
أما الحدث الخامس فكان إعلان من مجلس الوزراء حول خطة إعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات وأوائل قراراتها بعد اجتماعات اللجنة المعنية بذلك.
وسأعود له في حوارنا القادم.