سلطان بن محمد المالك
في حوار تلفزيوني مع اثنين من أغنى رجال الأعمال في العالم بيل جيتس ووارن بافيت، دار حوار ونقاش واستغراب منهما عن القياديين والرؤساء التنفيذيين الذين يضيعون وقتهم الثمين في كثرة الاجتماعات. كلاهما انتقد الرؤساء الذين لديهم عقدة في إدارة العمل بكثرة الاجتماعات. وقال بيل جيتس: كل مدير أو مسؤول يجب أن يكون لديه وقت بدون اجتماعات للتأمل والتفكير والتطوير في إدارة عمله.. وأكد ذلك وارن بافيت بقوله: أنا أتمنى أن استطيع شراء مزيد من الوقت لأستمتع فيه بدون اجتماعات.. وعرض جدول أعماله الأسبوعي وفيه فراغات في جدول أعماله للقراءة والتمعن.
هذا الكلام من شخصيتين قياديتين حققت شركاتهما أفضل وأعلى نتائج في إيراداتها وأرباحها من خلال كفاءتهما الإدارية وحسن إدارتهما لأعمال الشركات.
بعد مشاهدتي لمقطع من اللقاء، استوقفني اللقاء كثيراً، وتذكرت الفهم الخاطئ لبعض القيادات والرؤساء لدينا بأن الإدارة الحديثة تعتمد على كثرة الاجتماعات وملء جدول أعمال القائد بالاجتماعات اليومية. مع تكرار الأخطاء بالتركيز على إشغال جدول المسؤول بالاجتماعات وترك الأولويات في إنجاز العمل.
وفي تقرير اطلعت عليه لإحدى الشركات الاستشارية أكدت أن بعض المسؤولين ينفق أكثر من 70 % من وقته خلال الدوام الرسمي في اجتماعات ليست مهمة، وجزء منها من المفروض أن لا يحضره المسؤول ويمكن يحضره آخرون أقل من منصبه الوظيفي.
العبرة في النهاية في أي عمل هي النتائج وتحقيق الأهداف الموضوعة وليس كثرة الاجتماعات وتعقيداتها؛ والمسؤول الناجح هو من يمكن العاملين معه من إنجاز العمل بدون كثرة الاجتماعات مع تفويض الصلاحيات قدر الإمكان.