محمد سليمان العنقري
طرح الزميل الأستاذ خالد السليمان سؤالاً، كان عنوانًا لمقاله «كيف يفهم المواطن الميزانية؟». والحقيقة إن إيصال المعلومة للفرد حول أهداف الميزانية العامة للدولة، وأين تتركز المنافع المباشرة التي ستنعكس عليه، يبقى هو التحدي الأساسي في الرسالة الإعلامية التي يقوم المسؤولون ووسائل الإعلام بالعمل عليها.
فكل فرد بالمجتمع سيقرأ الميزانية بحسب موقعه، سواء موظفًا أو طالبًا أو رجل أعمال... إلخ، لكن بما أن الفرد هو محور اهتمام الدولة، والميزانية تركز على تحقيق أهداف تنموية، تنعكس عليه بحياة كريمة، فإن التركيز ينصبّ على الأبواب والجوانب التي سيلمسها من حجم الإنفاق الضخم بأكبر موازنة من حيث التقديرات بتاريخ المملكة.
إن أهم ما يُنظر له بخلاف بند الرواتب والتشغيل هو المنافع الاجتماعية التي تتضمن حساب المواطن وبدل غلاء المعيشة الذي سيستمر لعام قادم بحسب الأمر الملكي الكريم.. فهذه المنافع التي سيُصرف عليها لجيوب المواطنين مباشرة بما يتخطى 70 مليار ريال، وهي تمثل دعمًا مهمًّا لتعزيز القدرة الشرائية للمستهلك، ومواجهة تكاليف المعيشة.. بينما سيستمر الإنفاق مرتفعًا على التعليم والصحة المجانيَّيْن، بما ينعكس مباشرة على المواطن؛ لتمثل عاملاً تنمويًّا أساسيًّا، وخصوصًا في التعليم؛ كون نصف المجتمع دون سن الـ 20 عامًا مع انتشار واسع بالمناطق كافة ومدنها للخدمات التعليمية الأساسية والتعليم العالي.
أما الجانب الآخر المهم فيما أُقر من إنفاق للعام القادم فيتمثل بالإنفاق الرأسمالي الذي سيمثل 20 % من حجم الموازنة العامة، وقُدر له بـ 246 مليار ريال. فهذا البند هو ما يدعم تحقيق نمو اقتصادي بالقطاع غير النفطي، ويعزز من دور القطاع الخاص بالناتج المحلي، ويدعم توليد فرص العمل بهدف خفض البطالة.. فالمواطن يهمه أن يتيسر له فرص عمل أو فرص استثمارية لمشاريع صغيرة، يدعم نجاحها النشاط الواسع بالاقتصاد، وهو ما تسعى له الدولة من خلال تقديرات موازنة العام القادم؛ إذ تستهدف نموًّا يتخطى 2.6 % على أقل تقدير دون تأثُّر بتقلبات أسواق النفط.. فالإنفاق اعتُمد، وتم وضع الخطة الكفيلة بالاستدامة المالية التي تدعم تنفيذ أهداف وتوجهات الإنفاق بالميزانية.
الفرد محور أساسي بكل برامج الإنفاق في الميزانية القادمة، كما هو الحال بالموازنات السابقة، لكن التوجه لدعمه بالخدمات وبالمقدرة الشرائية المرتفعة لأنه عامل أساسي بدعم النمو الاقتصادي، وكذلك بالإنفاق الرأسمالي لتوليد فرص العمل له أو الاستثمار، تبدو أهم معالم الميزانية، إضافة إلى بقية أوجه الإنفاق التي توفر له الأمن، وتيسير معاملاته والخدمات كافة له.