ولاء حواري
في عزّ التوهّج الذي تعيشه المملكة والحضور الزاخم وتحوّلها إلى أيقونة الجمال والثقافة والرقي والتسامح وتقبّل بل واستضافة الآخر، وفي ذات الوقت الذي تجتذب إليها أفئدة توّاقة لمن جهِلوها لعقود ولم يعرفوا عنها إلى ما نقله إعلام مشوه هنا وهناك ليسبروا غور هذه «المتميزة» والمُنطلقة إلى الأعلى بإصرار، في نفس توقيت «الرياض عاصمة الإعلام العربي» و «فيرمولا إي» و«مهرجان ألوان» و»شتاء طنطورة»، وفي الوقت الذي تردع وتصدّ وتواجه وتجابه كل من يحاول أن ينال من سمعتها وأمنها واستقرارها، وتساند وتدعم وتقف بجانب الأصدقاء والحلفاء والجيران، وفي نفس الوقت تتعالى وتتسامى وتنأى عن التوتُرات التي تجتاح العالم، تأخذنا رحلةٍ هيئة السياحة والتراث الوطني إلى مرابع الأصالة ودهاليز الماضي البسيط النقي.
في شقرا وتحديداً في أوشيقر كان التاريخ بكافة جمالياته وبساطته وأيضا عمقه حاضراً في تفاصيل المنمنمات التي احتضنتها القرية التراثية وسوق متحف الحليوة وبيت السبيعي، وفي أعمدة وأروقة مسجد الحسيني وفي النكهات التي تمايزت بها الأكلات الشعبية للأسر المنتجة.
كانت كل تفاصيل التراث الأصيل تتجسد في الفعاليات التراثية التي امتلأت بها طرقات القرية التراثية ومساحات المخيم الصحراوي والعروض الشعبية المتوارثة والتي أعادت للأذهان بساطة التلاحم وأصالة التواصل، وحملت لبنة رسالة السلام التي تسود بها المملكة الآن.
رحلة أُشيقر داخل أوردة تراث الأجداد هي رحلة تصالح بين الماضي والمستقبل، هي نقطة التقاء بين تاريخٍ أسّسْ قواعد للمستقبل وتاريخٍ يكتب مستقبلٍ واعد.