د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
أعلن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- مساء الثلاثاء الماضي الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1440-1441؛ فكان الإعلان متوجاً بتحقيق ملحوظ لسياسة الاستدامة المالية من خلال زيادة الإيرادات غير النفطية، وتضمن الإعلان الكريم في سياقه الإفصاح عن إدارة مختلفة للمال العام من خلال منصتين رئيستين؛ هما تعزيز كفاءة الإنفاق بما يحقق الاستقرار المالي، ودعم النمو الاقتصادي الذي تتطلبه برامج تحقيق الرؤية الحضارية السعودية 2030 من خلال تأسيس قواعد التنمية المستدامة، وذلك بتحفيز الاقتصاد على النمو، وتمهيد السبل للانطلاق لمستقبل أثير وفير آمن، ومجمل إعلان الميزانية أيضاً يعتبر انطلاقة مختلفة تبث نبضاً جديداً حيًّا في كل القدرات الوطنية؛ وتستنبت من الطاقات الوافرة في بلادنا بما ينهض بواقع المواطن مع كل حوافزها التي بنى عليها خادم الحرمين الشريفين استراتيجية الحكم الرشيد لتحسين مستوى معيشة المواطنين، من خلال تصميم الخطط التي تحقق تنويع الاقتصاد، والإصلاح الاقتصادي الشامل؛ وتحويل الحلم الوطني إلى واقع مشاهد من خلال منصات تنموية ملأى؛ تتصدرها صناعة العقول البشرية، والأيدي الوطنية الماهرة وتمكينها؛ مما سوف ينتج عنه انخفاض معدلات البطالة -بإذن الله- وقد لاحت بيارقها في مرتبعات بلادنا «السعودية العظمى» فتفيأ المواطن السعودي ظلالاً وارفة في كل فضاءات بلادنا وقطاعاتنا الجغرافية، فقد نص خادم الحرمين الشريفين في خطاب إعلان الميزانية العامة للدولة، بما يؤكد شمولية التنمية وامتدادها فالميزانية العامة للدولة في حقيقتها إعلان تنموي واسع متين صيغت في عمقه حكاية النهوض الممنهج الذي تسير عليه بلادنا بقيادتها الرشيدة، فأصبحت عيوننا تشخص للسماء افتخاراً باختراعنا المذهل لرؤية فريدة تضيء في شعاب عقولنا وقلوبنا، وتحفز العالم لمتابعة حقيقة نهضتنا الحديثة التي أثمرت في نفوسنا وجداً وجداً؛ وما زال يملأنا التوق لحضور مراسم تمامها، فالحضارة الإنسانية ليست حصيلة تتأتى من ذراع واحدة؛ بل هي نتاج مجموعة من الطاقات والمنابع التي تتحد في أهدافها؛ وتسمو في مقاصدها لتصنع الفرق الوطني القادم -بإذن الله-، وبذلك أدركنا أننا قادمون بتوفيق الله -عز وجل- ثم بعزيمة قيادتنا الرشيدة إلى أزمنة عريضة تحيطها بيئات الخير المثمرة النقية؛ تلك التجليات الباسقة في كل مفاصل الميزانية ما هي إلا حزم وطنية للرؤى والأمنيات التي انبرت تتصّبُ في كل قرارات حكومتنا الرشيدة حتى جاء الموعد المرتقب لإعلان الميزانية العامة للدولة، فبدا ذلك المساء كما لو أن هناك ذاكرة جديدة حضرت مع الميزانية لاستيلاد فكر جديد لقيادة خزينة المال! وتلكم هي ما اهتدى لها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- حينما حدد في إعلان الميزانية مقومات الاستقرار المالي؛ وممكنات النهوض الحضاري معا؛ ومن ثم أطلق -حفظه الله- منصات التنفيذ...».
وبنظرة عامة وموضوعية ومن خلال تفاصيل الميزانية التاريخية الأعلى في تاريخنا ومفاصلها الاستثنائية وما شملته من أكبر برنامج للإنفاق الحكومي في تاريخ بلادنا؛ فإن من بشائرها ومؤشراتها الواضحة أن كل مواطن على هذه الأرض يرى نفسه معنياً وله حظ من التنمية القادمة بقوة، وأن هذه البلاد الملأى بالطاقات والمقدرات والقدرات سوف تبني اقتصاداً فريداً يخلب الألباب يدير المواطن مفاصله ويحقق حزماً من التشارك الحميم الذي يصنع فرصاً حافزة للعمل والإنتاج، وأن مؤشرات النمو الاقتصادي زاخرة ملأى بما يمكث في الأرض وما ينفع الوطن والمواطن..،
دفعتم للعلا عدا ومدا
فغرد طيرنا جذلا وحاما
وأشرق في المحافل ذكر دار
لها في الكون تاريخ تسامى