رقية سليمان الهويريني
وفقت هيئة السياحة والتراث باختيار الوقت الملائم لإقامة فعاليات السياحية التراثية، ودعوة بعض الكتاب والإعلاميين لزيارة القرية التراثية في شقراء وأشيقر ضمن ملتقى «ألوان السعودية».
والحق أنه كان يوماً جميلاً، وقضاء وقت ممتع، وبدا لي ثمة تعطش للسياحة التراثية من الشباب والمخضرمين، وهو مؤشر نجاح يسجل للهيئة ودفعها هذا المسار وجعله في الصدارة.
كان سوق «حليوة» في شقراء هي المحطة الأولى وكان مشهداً من بديع التراث أعادت لي زمناً مضى، وكانت المحطة الثانية هي القرية التراثية في أشيقر، حيث قام الأهالي بإعادة الحياة لها مع المحافظة على التصميم الداخلي.
أبهرني ما رأيت حيث التفاصيل الصغيرة، في محط الاهتمام خصوصاً أولئك الأطفال الجوالة بأهازيجهم المعبرة التي تدعو للقيم، وحانت لي فرصة بأخذ جولة فردية في أنحاء القرية وتوقفت أمام بعض البيوت وسلمت، وكأنني أنتظر من سكانها يردون السلام!
ولم يبخل علينا فريق هيئة السياحة في جهدهم ووقتهم، حيث رأوا اصطحابنا إلى مخيم في الصحراء حيث الربيع والأجواء الجميلة، وكانت فعالية ممتعة، استمتع فيها البعض بركب الجِمال فيما البعض الآخر استأنسوا بالطبيعة الساحرة.
ولئن بدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث بهذا الزخم من المهارات التي رأيتها بالفريق المرافق؛ فإننا على خطى صناعة السياحة، مع نشر الثقافة التراثية للمواطنين والوافدين وضرورة البراعة في التسويق بما يطهر ثراء تراثنا الوطني المجيد.
وإني لأرجو من هيئة السياحة والتراث بناء تعاون مشترك مع شركات الفندقة بإنشاء فنادق ونزل في بعض القرى تحاكي الطراز القديم، تصميماً وشكلاً، مع توفير الخدمات الضرورية، وتزويد المرتادين بالمعلومات الكافية لتوضيح طرق معيشة أبائنا، ومهاراتهم الحياتية، وأسلوبهم في صناعة الفرح والمتعة بأقل الإمكانات، حيث ألمس من الشباب مشاعر العودة لتراث الأجداد وشغفهم بها، وضعيف من ليس له ماضٍ ثري.
شكراً لأهالي شقراء وأشيقر على حسن الاستقبال وكرم الضيافة ودماثة الخلق، وهذه أيضاً ضمن صناعة السياحة ومقوماتها، والشكر موصول لفريق هيئة السياحة والتراث الذين أكدوا بنبلهم أن بلادنا تتغير.