فهد بن جليد
أسعار نهاية العام الحقيقية في المتاجر العالمية وفي العواصم التجارية تبدأ غالباً من اليوم وتستمر لأسبوعين، الأمر يُمكن تشبيهه بين المُستهلكين والتجار بالجولة الأخيرة من لعبة الشطرنج، فكل طرف يحاول الاستفادة من تحركات الطرف الآخر سوءاً كانت ترويجية أو استهلاكية، لذا حاول أن تكون تحركاتك الاستهلاكية ذكية ومدروسة وذات هدف أمام تحركات التجار الترويجية والتسويقية، لتكسب الجودة والسعر في وقت واحد، هذه القاعدة يطبقها ويلتزم بها الأغنياء أكثر بحصولهم على أشهر الماركات (بنصف أو ربع) سعرها، كخطوة لتأمين 80 في المائة من الاحتياج السنوي، هي معركة يتواجد فيها المُستهلكون الأقل ذكاءً في الأطراف، فلا يُجيدون لعبة الجولة الأخيرة من الشطرنج ليخرجوا خاسرين بسهولة، بسبب صرف أموالهم على عروض عاجلة وسابقة أغرتهم فيها منافذ البيع ودغدَّغة مشاعرهم واحتياجاتهم بمُنتجات أقل جودة وبسعر مُشابهة لأسعار اليوم.
المُستهلك الذكي هو الذي يُفكر بعقلية التاجر، فالتاجر يبحث عن أفضل سعر للبيع، لذا عليك بالمُقابل أن تبحث عن أفضل سعر للشراء، ببساطة هذه المُعادلة التي لا يُجيد تطبيقها متوسطو الدخل تحديداً من بعض المُستهلكين غير المُبالين بالارتفاع الطفيف في الأسعار أو البحث عن الخيارات الأفضل والاستفادة منها، ممَّا يجعل حالتهم الاقتصادية عرضة للنزول للفئة الأقل دخلاً مع مرور الأيام وزيادة الحاجات والمُتطلبات الحياتية وتلبيتها بهذه العقلية الاقتصادية غير المُجدية.
أكبر خطأ يرتكبه المُتشبهون بالطبقة المخملية، هو التفكير بالشكل الخارجي فقط، هذا الهاجس يجعلهم يشترون الماركات المُقلَّدة بنصف سعر الأصلية وبجودة أقل، بينما يمكن شراء ذات الماركة الأصلية (بنصف أو ربع السعر) في مثل هذه الأيام من السنة ومن منافذها الأم، الأمر يتطلب حماية دخلك من إغراءات التسويق وعدم الرضوخ لها طوال أيام السنة، أدخر من دخلك الشهري للتسوق في نهاية العام، ببساطة هذا هو الفرق بينك وبين كثير ممَّن يبدون في نظرك أثرياء ودخلهم مثل دخلك.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،