علي خضران القرني
من اهتمام واستشعار خادم الحرمين الشريفين -كعادته يحفظه الله-، مبكراً الاهتمام البالغ بإنشاء كيان يجمع الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، في أعقاب انكشاف ملامح الأطماع الأجنبية التي بلغت حد زرع مليشيا إيرانية لتسميم المياه وتهديد الملاحة وتفخيخ الممرات المائية إلى جانب تمادٍ خارجي مماثل يبحث عن موطء قدم لنفس الهدف.
في خضم هذه الأحداث والمطامع التي تجري وتدور في الخفاء ومن يندس خلفها، فقد دعت المملكة العربية السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، إلى عقد وزراء خارجية الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن اجتماعهم التشاوري الأول بمدينة الرياض بتاريخ 5 ربيع الآخر 1440هـ الموافق 12 ديسمبر 2018 لتعزيز سبل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بين الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن، وتم الاتفاق على إنشاء كيان يضم الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن يستهدف التنسيق والتعاون بينها ودراسة السبل الكفيلة بتحقيق ذلك في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والبيئية والأمنية.
وكُلُّنا يَذَكر أن فكرة إنشاء هذا الكيان قد نبعت من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما عمل مخلصاً على جمع كلمة دول البحر الأحمر وخليج عدن، وكان له الفضل بعد الله في نزع فتيل الخلافات البيئية بين إرتيريا وإثيوبيا وكذا الحال بين أريتريا وجيبوتي وعادت العلاقات البيئية بينهم، وظلت جهود المملكة متوالية في لم شمل هذه الدول وتم تحقيق فكرة إنشاء كيان لها كدول مشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن لمواجهة وقطع الأطماع التي تدور في الخفاء، حماية لمصالحها وشعوبها وتعزيز أمنها واستقرارها في المنطقة وفي هذا الممر الهام بالذات.
إن فكرة إنشاء كيان للدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن فكرة صائبة ورأي سديد يمثل المصلحة العامة ليس للدول المشارك فحسب بل لكل دول العالم المحبة للتآخي والسلام في جوٍ يسوده الأمن والأمان والاستقرار، بعيداً عن الأطماع والمقاصد السيئة وإثارة الفتن والأغراض الشخصية خاصة من جهات جبلت على زرع المكائد والفتن ونشر الفوضى وإثارة القلاقل إرضاءً لأطماعهم، وإشباعاً لمكرهم لكن مخططاتهم تؤول دائماً إلى الفشل والبوار، ويكيدون ويمكرون والله خير الماكرين.
وبالله التوفيق،،