محمد بن عبدالله آل شملان
اختتمت في عاصمة التاريخ والنور النسخة السابعة من ملتقى «ألوان السعودية»، في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات الذي جاء ليمثل نبض الحراك الإبداعي الذي تشهده عاصمتنا الحبيبة في مختلف ميادين وحقول الإبداع.
وينعقد قبل أيام من العرس التراثي والثقافي الكبير المتجدد الذي تحتضنه عاصمة الألق، ونعني المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، في دورته الثالثة والثلاثين، الذي يشهد معه سباق الهجن السنوي الكبير النواة الأولى لهذا المحفل الوطني وتكريم عدد من الشخصيات السعودية نظير إسهامها ومنجزاتها وخدمتها للوطن في عدة مجالات، في الحفل الذي سيقام هذا العام في ذات المكان الذي يحتضن المهرجان في الجنادرية، امتداداً للرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الدعم الكبير والمساندة الدائمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- الذي يستمد منه المشهد الثقافي والتراثي زخمه وقوته.
ملتقى «ألوان السعودية 2018» يسير في طريقه بكل ثقة وثبات، ويزداد تطوراً ونمواً، والعاصمة الفاتنة على أعتاب الاحتفال بلقب جديد «عاصمة الإعلام العربي» يضاف إلى رصيد الألقاب التي تفتخر بها، واستطاعت تحقيقها بجهد ورعاية ولمسات واهتمام ومساندة حكومتنا الرشيدة -أعزها الله-، التي أرست تجربة ملهمة في رعاية الثقافة والتراث والإعلام والإبداع بمفهومه الشامل والأوسع.
«ألوان السعودية 2018» من قطاف تلك الرؤية المبكرة لسلطان الألوان والإبداع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الرجل الذي صاغ من الألوان عناقيد حب ومحبة وتعريف وترويج، وجعلها في متناول كل شغوف بتاريخ الوطن وتراثه الحضاري.
في عرس ألوان السعودية 2018، حلّقت الألوان نحو فضاءات جديدة ومتجددة، التقى في مساراتها عشاقها والمتنسكون في محرابها بأصحاب وأقران، تباحثوا وتحاوروا، وكلٌّ يضيف لرصيد الآخر بالحوار والنقاش الإيجابي بطرق فنية مختلفة، ومن جميع الزوايا في رحاب العاصمة الباسمة «الرياض».
وهي تحتضن عدداً كبيراً من المصورين المحترفين والهواة وعدداً من الجهات الإعلامية المختلفة والجهات الحكومية والخاصة والتعليمية وشركات الإنتاج الفني وجمعيات التصوير وأجنحة خاصة للمصورين المحترفين المبدعين والهواة في السعودية ودول الخليج العربي، في فضاءٍ فني بالموهبة والإبداع والابتكار، والالتقاء حول جماليات كل ما هو في تاريخ الوطن وتراثه الحضاري بكل جوانبه وأبعاده.
بل يعد منصة لتذويب مسائل الاختلافات وصهرها لعنصر قوة لصالح الإنسان أينما كان، كما كان الملتقى سانحاً لإطلالة واسعة على مقوماتنا الوطنية وأماكنها الثرية، خاصة وأن بعض المحسوبين على الفنون الأخرى يقعون تحت تأثير نظرة محدودة وقالب جامد عن وطننا، وعندما يقتربون منه يتفاجؤون بما يتصف به من غنى وتنوع، وقابلية النشاط والحيوية الذي يتمتع به مع الحرص على الالتزام بالخصوصية والهوية.
اليوم ينتصب ملتقى «ألوان السعودية 2018» شامخاً بما يحتضن، ليس فقط من مسابقات إبداعية ومعارض فنية لهواة ومحترفين من شتى مناطق المملكة ودول الخليج العربي عبر مئات الأعمال والصور والمقاطع من جميع أشكال التصوير التقليدي والعصري، ولكن برسالة الخير والسعادة وشواطئ الأمن والأمان والاطمئنان للمستقبل التي تحمله سعودية الخير والعطاء لأبنائها، وهي تفتح أبواب التعاضد والتآزر انطلاقاً من تلك المكتسبات والإدراك بأن أنوار العدسة الذهبية منذ عام 1424هـ هي الوسيلة لإظهار منزلة الوطن الذي يتربع القلوب، ويسكن حدقات العيون، ويملك الأفئدة والعقول.
ملتقى «ألوان السعودية» مرتكز إشعاع في عاصمة تشع نوراً وضياء تحتضن إبداعات الإنسان في ظل الذكرى الرابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، فكل الشكر لسمو الأمير سلطان بن سلمان الذي علمنا بأن «ثروات بلادنا تتعدى النفط، وثرواتنا الحقيقية هي البشر» والذي علمنا بوجوب تقدير كل من يقدم بعمله الصورة الجميلة للمنظومة السياحية والتراثية بشتى المجالات ومختلف المواقع. وشكراً للجنود المجهولين في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فرسان العرس الإبداعي الكبير.