هالة الناصر
أظهرت ميزانية المملكة العربية السعودية لعام 2019م التي تعد الأضخم في تاريخ البلاد، حالة فريدة من التماسك ووضوح القرارات المبنية على وعي كامل بالأهداف الإستراتيجية والخطط العامة للدولة، التي تصدر من منبع واحد وتتجه صوب هدف واحد وهو رخاء ورفاهية المواطن السعودي.
فقد كشفت القيادة السعودية -حفظها الله- عقب الإعلان عن الميزانية كيف تتجه بقرارتها لاتباع سياسة إنفاق توسيعية شجاعة جريئة تهدف من ورائها إلى تنفيذ مبادرات ومشروعات برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 عبر تنشيط الاقتصاد وتنمية أوجه عمله ودعم وتشجيع الإنفاق الاجتماعي، ما يظهر الوحدة والتماسك في القرارات الحكومية وشموليتها وإدراكها لأغراضها وإلمامها بكافة تفاصيل خططها قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل.
كما استطاعت قيادتنا في وضعها للميزانية أن تحافظ على مسار تحقيق التوازن المالي، عبر خلق إطار متماسك للإنفاق على المدى المتوسط يتوافق والأهداف الإستراتيجية لبرامج الرؤية.
كما أظهرت في إعلان الميزانية حالة فريدة وجريئة من الشفافية والوضوح، حيث تحدثت عن النمو المتوقع بكل موضوعية والأمر ذاته فعلته عندما تحدثت عن عجز الموازنة وطرق مواجهته وأيضا عند حديثها عن الدين الداخلي وتوقعاته على المدى القصير والمتوسط، وهي صراحة تحسب لقيادتنا الرشيدة التي اعتادت أن تكاشف مواطنيها دائما وتضعهم في قلب صناعة القرار.
وبالرغم من كونها ميزانية سنوية إلا أن بنودها كانت بعيدة النظر وهي توزع حصص القطاعات المختلفة حيث بدا جليًّا الحرص على الاستثمار في المواطن السعودي الذي تعده القيادة بمثابة نفط المستقبل، وهو ما ظهر في تخصيص قرابة 193 مليار ريال أي ما يشكل 17 % من الحجم الإجمالي للميزانية للإنفاق على التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة، وهو إنفاق سخي لن يقتصر أثره على عام 2019 وحده بل سيمتد لأعوام وتستفيد منه أجيال عدة.
لذا كان من الطبيعي أن يكون لخبر إعلان الميزانية التي بلغت 1.106 مليار ريال هذا الصدى المدوي على كل مختلف المستويات الرسمية والشعبية، وأن تحظى بقدر استثنائي من الترحيب وسط تطلعات إيجابية صادقة بمستقبل زاهر تقوده وتصنعه قيادة مخلصة يقف خلفها الشعب بجميع طوائفه وفئاته، في لحظة من التلاحم نادرة وعميقة.