إرجاع المال المختلَس بعد التوبة
* أنا شاب كنتُ أسرق فلوسًا من المحل الذي كنتُ أعمل فيه، ولكن حلفتُ بالله ألا أعود مرة ثانية، وأريد أن أُرجع الفلوس التي أخذتُها، لكن لا أتذكر المبالغ كم هي؟
- هذا الشاب الذي كان يعمل أجيرًا في محل، ويسرق من الفلوس التي يبيع بها من بضاعة هذا المحل، وتاب وأراد أن يُرْجِع هذه الفلوس التي سرقها، لا شك أن من تمام توبته أن يتخلص من هذه الفلوس التي دخلتْ عليه وشغلتْ ذمته، يقول: (وأريد أن أُرجع الفلوس التي أخذتُها، لكن لا أتذكر المبالغ كم هي)، مثل هذه الحالة عليه أن يُعيد من الفلوس ما تبرأ به ذمته، وعليه أن يحتاط لنفسه، فإذا شك أن هذه الفلوس خمسمائة أو ستمائة، فعليه أن يخرج ستمائة، أو شك هل هي ستمائة أو سبعمائة، فعليه أن يُخرج القَدْر الأعلى؛ ليبرأ من عُهدة هذا الواجب بيقين، فيردها لصاحبها إن كان لا يؤثر عليه علمُه بالقضية، أما إن كان سيؤثر عليه وقد ينال هذا الأجير شيء من الأذى، فإنه يكفي أن يُعيدها بطريقة مناسبة ولو لم يعلم صاحب المحل.
* * *
غسل الدم المتبقي في اللحم
* ما حكم غسل اللحم بعد أن تُذبح الذبيحة؟ وهل يُعدُّ من الدم المسفوح؟
- لا بأس بغسل اللحم بعد الذبح؛ للنظافة، وما يطفو على الماء أو يبقى في اللحم من الدم هذا لا إشكال فيه، معفو عنه، وأما الدم المسفوح المحكوم بنجاسته وتحريم أكله فهو الذي يَخرج من الرقبة بعد سفك الدم، فالذي يخرج بغزارةٍ وقوةٍ بعد الذبح هذا هو الدم المسفوح، وأما ما يبقى أثناء اللحم أو يطفو على الماء إذا وُضِعَتِ الذبيحةُ في الإناء وما أشبه ذلك فإنه يختلف حكمه.
* * *
مَن عليه كفّارات لا يعلم عددها
* عليّ كفَّارات لا أعلم عددها بالتحديد، فماذا أفعل؟
- هذه الكفارات إذا كان الباعثُ عليها وسببُها واحدًا فيكفي أن تُكفِّر كفارة واحدة، فإذا حلفتَ على شيء مرارًا، بأن كررتَ الحلف عليه مرارًا أن تفعله أو لا تفعله، فهذا يكفي فيه كفارة واحدة ما لم تُكفِّر عن الأولى.
أما إذا كان الباعثُ على هذه الأيمان متعددًا؛ بأن حلفتَ على كذا، ثم حلفتَ على شيء آخر، ثم حلفتَ على شيء ثالث، وهكذا، فإنه لا بد من تعدد الكفارات بعدد الأيمان، وحينئذٍ عليك أن تتحرى في عددها حتى تَبذل وتُخرج ما تبرئ به ذمتُك.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء