صالح الهويريني
عندما يخسر الهلال نتيجة مباراة (1-2) وهو متصدر للدوري، وبعد أن كان هو السباق في التسجيل من خلالها (1-صفر) ومن أمام فريق يحتل مركزاً متأخراً في سلم ترتيب فرق الدوري، فالخلل سيكون في (المدرب) قبل أن يكون في (اللاعبين) وعلى غرار ما حدث من خلال مباراته الأخيرة التي جمعته بفريق الحزم.
الهلال في آخر (4) مباريات (منذ مباراته أمام الفيصلي) ومستواه في انحدار رهيب.. كما أنه من خلال تلك المباريات الأربع لم يكن له أي علاقة بالهلال الذي يتطلع له جمهوره.. ويخشاه منافسوه.. والدليل على ذلك أنه لم يكسب من خلالها سوى (5) نقاط من أصل (12) نقطة.. وإذا ظل على ذات الحال فعلى جماهيره ألا تتفاءل كثيراً.
بعض الفرق عندما تفوز.. أو تتعادل مع الهلال تشعر وقتها أن (أفراح) أنصارها والقائمين عليها ليس لأن فرقهم حققت (ثلاث نقاط.. أو نقطة) على حساب الهلال، وإنما لأنها (عرقلت) مسيرته نحو الحصول على بطولة جديدة.
بعض الفرق أيضاً عندما تواجه الهلال تنتهج الطرق الدفاعية.. وعندما يبكر الهلال في التسجيل (1-صفر) لا تهاجم بحثا عن هدف تعادل، وإنما تستمر على نهجها الدفاعي لعل الله يرزقها بهدف التعادل) من هجمة مرتدة.. أو عن طريق كرة ثابتة.. أو بسبب خطأ دفاعي هلالي وعلى غرار ما حدث من خلال العديد من المباريات.
الهلال فريق هجومي.. نعم (هذا هو واقع الهلال) منذ أربعة عقود، وهذه ميزة تعد من أهم مكامن القوة فيه كفريق بطل.. لكن تلك الميزة باتت من خلال بعض المباريات تضره أكثر مما هي تنفعه، وهنا أقصد في عصرنا الحالي (عصر الكرة الحديثة) التي أصبحت طرق اللعب من خلاله وفي الغالب تعتمد على طريقة (الدفاع هو خير وسيلة للهجوم) على عكس ما كان يحدث في العصر السابق وعندما كانت طرق اللعب تعتمد على طريقة (الهجوم هو خير وسيلة للدفاع).
أفضل وصف للقاء الغد الذي سيجمع الهلال والأهلي في الرياض هو (لقاء الجريحين) الأول (انجرح) بسبب فضيحة خسارته من أمام الحزم.. والأهلي لأنه خسر بهدف جاء على الطريقة (الجحفلية) ومن أمام الشباب الذي يرأسه الأستاذ خالد البلطان.
رسالتي للحكم السعودي
قرار إعادة الحكم السعودي لإدارة مباريات دوري الأمير محمد بن سلمان كان قراراً مفاجئاً.. وغريبا في توقيته، وربما أنه صدر بلا دراسة، بل وأجزم أن عواقبه ستكون سلبية على منافساتنا الكروية ولاسيما وأن موعد صدوره تزامن مع دخول المنافسة لمرحلة التحدي والقوة.
هذا القرار المفاجئ.. والغريب أثار ضجة كبيرة داخل أوساطنا الكروية، وبدا واضحاً أن أكثر المعترضين عليه هم الهلاليون بحجة أنهم يرون أن (الحكام الأجانب) لا يتأثرون وينصفون فريقهم على عكس الحكام المحليين.
قرار الاستعانة بالحكام الأجانب صدر بسبب سوء في (تحكيم) الحكم المحلي وانعدام الثقة فيه من لدى كل رياضي ينشد العدالة.. (والسؤال هنا).. هل زال (السوء التحكيمي) للحكم السعودي؟.. وهل أصبح يحظى بالثقة لكي يعاد مرة أخرى لإدارة منافساتنا الكروية؟.. ولاسيما وأن خليل جلال نائب رئيس لجنة الحكام أكد قبل فترة وجيزة بأن الحكام السعوديين الحاليين غير مؤهلين لإدارة مبارياتنا.. فما الذي تغير؟
ولكن طالما.. أن عودة الحكم السعودي أصبحت واقعا كل الذي نتمناه أن يعمل (حكامنا) على تجديد ثقة المعترضين على عودتهم وبما يرضي الله أولاً وأخيراً، وذلك من خلال الحرص على (تجاوز) أخطائهم السابقة التي بلغ بعضها حد الفضيحة،
وألا يتأثروا بالضغوطات التي تحيط بهم ويمارسها ضدهم المحتقنون من الإعلاميين ومسؤولي الأندية، ومن أجل أن نقول حينها أن عودتهم كانت موفقة.
البلطان أخطأ
انشغلنا كثيراً بأحاديث خالد البلطان الإعلامية أيام فترة رئاسته الأولى للشباب ومنها تحديداً تلك التي كانت موجهة ضد الأهلي وإعلامه لأنها كانت تأتي دفاعاً عن حقوق ناديه ورداً على محاولات التقزيم التي كان يتعرض لها فريقه.. ولكن!!
ولكن.. الآن بات لزاماً علينا أن نقول للبلطان لقد أخطأت في حديثك الأخير عن الأهلي وجماهيره وعلى اعتبار أنه حمل تجاوزات وفيه خروج عن النص، وكأن فيه أيضاً سخرية ليس لها ما يبررها.. (الذي يثير الأسى) أن ردة فعل بعض إعلاميي الأهلي تجاه حديث البلطان جاءت على طريقة (معالجة الخطأ.. بخطأ آخر أكبر منه)!!
بالمناسبة.. الأهلي (بلا إعلام) يدعمه وينتقده لتصحيح أخطائه وسلبيات لاعبيه ومدربه لأن (إعلامه) أصبح تابعاً للإعلام الأصفر، وأصبح كل همه هو النيل من الهلال ومحاولة التحريض ضده والتقليل من مكانته.. والهجوم على خالد البلطان..
وأخيراً.. تذوق الاتحاد طعم الفوز في دوري هذا الموسم على حساب الباطن ومن خلال المباراة التي حملت الرقم (13) في الدوري.. التاريخ لا ينسى تلك الفضيحة الاتحادية.
(حاتم خيمي) الذي ظل ينتقد أغلب إدارات الوحدة (كمحلل) ويحملها أيضاً مسؤولية تراجع أحوال فريقه وكأن (حاتم) هو الوحداوي الوحيد الذي يملك (مفتاح) إصلاح أحوال الوحدة.
شاء الله في هذا الموسم أن يكون (حاتم) هو الرئيس للوحدة وتم دعم إدارته (مادياً.. وعناصرياً.. وتدريبياً) بشكل كبير وبدرجة لم تتوفر لأي إدارة وحداوية سابقة، لكن حال الوحدة لم يتغير كثيراً ولا يوازي حتى نصف الدعم الذي وجدته إدارته.
هذا يؤكد أن التنظير -الكلام- سهل لكن العمل على أرض الواقع صعب.
خاتمة:
اللهم احفظ (السعودية) وأهلها وقيادتها ورجال أمنها ببحرها وسمائها.. اللهم من أراد بها شراً فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه.. واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين يوم يقوم الحساب.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.