عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة)... كان فوز الأهلي على النصر في الرياض وعلى أرضه وبين جماهيره في الجولة الثامنة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين أشبه بالنهاية لطموح الفريق ومدرجه الكبير، نعم لقد كان ذلك واضحاً من خلال الفرحة العارمة وما تبع اللقاء من تصريح لرئيس الأهلي الذي اختزل المنافسة بين فريقه والهلال المتصدر، غير مبالٍ لأبعاد ما يقول وتأثيره على فريقه والذي اعتبره قد حقق المطلوب، وانه فقط من يصارع للوصول القمة قبل أن يعود ويتجرع الخسارة القاسية من فريق القادسية على أرضه وبين جماهيره في ملعب الجوهرة المشعة.
منذ الفوز على النصر والتصريح الشهير والأهلي ( من حفرة لدحديرة )، ليس فقط على مستوى النتائج فقط بل حتى على مستوى المشاكل والصراعات الإدارية والفنية، فقد استبعد اللاعب مهند عسيري واتهم المحياني والمدرب، ثم غاب السومة بعد لقاء الاتحاد ونسب غيابه لمشكلة مع زميله الخليف، ثم تسربت الأخبار برغبة المسئول الإداري المحياني بالرحيل، وأخيرا تلقى هزيمة غير متوقعة من فريق الشباب على أرضه وبين جماهيره، وهي من فريق كبير لكنه لم يكن أفضل منه فنياً ولا عناصرياً؛ مما جعل المدرج يثور واللاعبين يصبحون خارج السيطرة، مما حدا برئيس الشباب أن يستغل أحوال القلعة ويسقط عليهم ويؤكد أنهم لم يتغيروا طوال مدة غيابه.
من وجهة نظري أن الأهلي تغير ولكن للأسوأ بغياب الكوادر الإدارية المتمكنة، حيث غابت الخبرة وفن التعامل مع الأحداث واللاعبين ومشاكلهم وفي حلها، أو تقريب وجهات النظر على الأقل، فالفريق الكبير وصاحب التاريخ والإنجازات كالأهلي لا يقبل أن يكون الفوز على فريق كبير كالنصر إنجازاً ليتوقف الطموح وكأنه نهاية المشوار، وأتصور أن النادي الأهلي بحاجة إلى رجال ذوي خبرة وممارسة ويعرفون ويدركون أسرار المنافسة، وتأهيل الفريق بعد كل لقاء، ويملكون من الخبرة والعمل الإداري ما يتماشى مع حجم الضخ المالي الكبير في الفريق، واستقطاب العناصر المميزة ووجود لاعبين على مستوى عال من الأداء، والعمل الإداري مهم للغاية ولا يقل أبدا عن قيمة العمل الفني فهما مكملان لبعضهما البعض وهذا ما يفتقده الأهلي حالياً.
إذا ما استمر الحال على ما هو عليه في استنزاف النقاط واستمرار الخسائر فقد يكون مدرب الأهلي اقرب عنصر يتم الاستغناء عنه، وتكون التضحية به لامتصاص غضب المدرج كالعادة، فالفريق في المركز الرابع ومرشح أن يتراجع قبل انتهاء الفترة الأولى من الدوري بعد أن كان الفريق الوحيد الذي ينافس المتصدر حسب ما ذكره رئيسه سابقا في لقاءين أحدهما متلفز والآخر الكترونيا ودائما العبرة بالخواتيم.
نقاط للتأمل
- ما حدث بين أحد لاعبي الأهلي ورئيس الرابطة بعد الخسارة الأخيرة أمام الشباب في الجولة الثالثة عشرة، وخروج المدرب من المؤتمر بسبب ما حدث، يؤكد أن الشق أكبر من الرقعة وان الأوضاع العامة في النادي ليست على ما يرام، وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه وخسر الفريق اليوم من المتصدر الهلال فقد يزداد الأمر سوءاً ويتم إجراء عدة تغييرات على كافة المستويات الإدارية والفنية، إضافة إلى تغيير بعض اللاعبين المحترفين الأجانب والمحليين، فلم يعد فريق الأهلي كما توقعناه منافساً شرسا بل عاد الفريق الوديع داخل الملعب ومشاكل مهببة خارجه.
- مشاركة معالي وزير الإسكان الأستاذ ماجد الحقيل ومعالي وزير العمل الأستاذ أحمد الراجحي بتسليم مفاتيح المسكن الأول لأفراد أسرة أحد اللاعبين الذين فقدوا عائلهم في نموذج تكاملي متميز بين القطاع الحكومي والقطاع غير الربحي، والذي نتج عنه برنامج (الإسكان التنموي) والذي سيشمل -بإذن الله- جميع الأسر المحتاجة من اللاعبين القدامى ، أمر غير مستغرب على المجتمع السعودي والمسئولين، فالتكافل الاجتماعي ودعمه أحد سمات هذا الوطن وأبنائه الأوفياء.
- اليوم تنتهي الجولة الرابعة عشرة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وتتجه الأنظار إلى اختيار اللاعبين ودخولهم المعسكر من يوم غد، ومغادرة المنتخب إلى دولة الإمارات الشقيقة استعدادا لبطولة كأس آسيا، وكل ما يأمله الشارع الرياضي أن يتم اختيار أفضل العناصر وأميزها وإضافة كل المبدعين وإعطاء الفرصة للوجوه الشابة والطموحة والتي تبحث عن إثبات الوجود، وإبعاد كل لاعب تشبع وأصبحت لعبة كرة القدم لديه لا تتجاوز تسلية وتحصيل للمال، كالموظف الذي يحضر ولا يعمل فما تم عمله وصرفه يحتم علينا أن نكون الأفضل والميز في كل شيء.
- عاد الحكم السعودي من جديد في هذه الجولة الرابعة عشرة كأول مرة منذ انطلاق دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، فالحكم المحلي لا يقل قدرات ولا إمكانيات عن بقية الحكام فالقانون واحد والأنظمة واحدة، ودائما ما يتميز حكامنا خارجيا وما عليهم أن يعملوه لاستمرار تميزهم والابتعاد عن الضغوط، والاستماع لما يتم طرحه إعلاميا وجماهيريا فلديهم قانون واضح يجب تطبيقه دون النظر لكبر الفريق أو صغره، فجميع الحكام مؤهلون ومدعومون وتم اختيارهم بعناية، فالكرة اليوم في مرماهم وهم من يقرر نجاحهم من فشلهم لا قدر الله.
- خاتمة
(بلد عظيم ذو مكانة عظيمة يصدر أضخم ميزانية في تاريخه لشعب عظيم وشامخ وقف في وجه كل حاقد وحاسد حاول المساس بكرامة الوطن وقيادته ومقدراته).
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة).. ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.