«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
قام رئيس حكومة الشباب والأطفال في الجمهورية اليمنية محمد عبدالله جميح ونائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية عبدالله حسين الهيال ووزير الإعلام والناطق الرسمي باسم هذه الحكومة الشبابية صالح بن سالم بن محفوظ بزيارة لصحيفة الجزيرة ولقاء رئيس التحرير ورئيس هيئة الصحفيين السعوديين خالد بن حمد المالك للتعبير عما تقوم به المملكة من جهود لدعم القضية اليمنية وتخليص الشعب اليمني من المليشيات الحوثية، وقد عبروا عن سعادتهم وسرورهم للتحالف العربي بقيادة المملكة في مساندة الحكومة الشرعية والجيش اليمني لاستعادة السلطة من أيدي هذه المليشيات الإرهابية، كما أثنوا على تغطيات الجزيرة للأحداث في اليمن.
وقد رحب المالك بهؤلاء الشباب وأثنى عليهم وعلى حرصهم وعلى الوقوف مع دولتهم وما يقومون به من جهد وتحرك لشرح قضيتهم لدى الرأي العام خارج حدود الوطن ولدى سفراء الدول الأجنبية المهمة.
وأوضح المالك لهم بأن الإعلام السعودي يقف ويسهم مع حكومتهم الشرعية وسوف نساندكم فيما تسعون إليه أنتم هؤلاء الشباب ونقدر لكم هذه الخطوة، وبين المالك أهمية وجود حكومة شرعية يمنية تسهم في الدفاع عن أبناء الشعب اليمني ولدى المجتمع الدولي للخلاص من هذه المليشيات الإرهابية، مشيراً إلى أن الحوثيين هم في أنفاسهم الأخيرة وسوف ينهزمون بحول الله وتعودون إلى وطنكم في أمن وأمان واستقرار.. ولا شك أن الهزائم الأخيرة أجبرتهم إلى القبول بالقرارات الخاصة في الحديدة بما في ذلك الميناء، والحديدة أصبحت شبه ساقطة بتكاتف اليمنيين وتعاون مشائخ القبائل مع الحكومة الشرعية وإصرار الجيش اليمني على تحرير أرضه.
وأوضح المالك لهؤلاء الشباب بأنه لولا الضغوط الدولية لكانت الحرب قد انتهت منذ زمن بعيد.. ولكن دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة فضلت التجاوب مع مطالب المجتمع الدولي والأخذ بالحلول السياسية ولكن هذه المليشيات لا نعتمد على وعودها لأنها في أكثر من اجتماع خرقت الوعود ولم تمتثل للقرارات الدولية، وهي الآن أمام امتحان صعب أمام المجتمع الدولي والدول الراعية وعليهم الالتزام بما تعهدوا به وتجنيب الشعب اليمني القتل والدمار، مؤكداً بأن إيران هي السباب في زرع هذه المليشيات التي تحارب نيابة عن إيران وتريد أن تحول اليمن إلى (حزب الله الثاني) وتكون خنجراً في خاصرة الدول المجاورة، ولكن لن يسمح لها بالعبث باليمن الشقيق من قبل دول التحالف والحكومة الشرعية والشرفاء من أبناء اليمن.
وقد التقطت «الجزيرة» مع هؤلاء الشباب الذين يدافعون عن وطنهم وسألناهم كيف انبعثت حكومة الشباب والأطفال؟
أجاب رئيس حكومة الشباب قائلاً: تقدمنا بفكرة هذه الحكومة الشبابية إلى منظمات يمنية وأرسلت هذه الفكرة لرئيس الوزراء اليمني في ذلك الوقت، وقد أعجبت هذه الفكرة الحكومة الشرعية خاصة بعد استيلاء الحوثيين على مفاصل الدولة، وهذه الحكومة من الشباب تكون داعماً قوياً للحكومة الشرعية في محافظات اليمن قاطبة وبدأنا العمل ووافق على هذه التسمية رئيس الجمهورية، وقد تشكلت وأصبح هناك وزراء وسفراء ومحافظون ومستشارون ومجالس محلية وأصبح عددنا (240) شاباً وشابة من مختلف المحافظات ونتمركز في عدن ومأرب ونعد تقارير واقتراحات نرفعها للحكومة الشرعية وليس لنا أي ميزانية بدافع وطني بحت، ونكتسب خبرات وعندما نكبر نطمح أن نعمل في الدولة ونأخذ مناصب قيادية، هذه الحكومة من الشباب هم متطوعون للعمل التطوعي لخدمة وطننا وعندما يتعدى عمر الشاب 18 سنة يخرج من هذه الحكومة ويحل محله شاب آخر.
* هل هناك شروط لدخول هذه الحكومة؟
- أهم شيء أن يكون الشخص موهوباً ويتحلى بالخلق وفيه غيرة على دينه ووطنه ويحمل مؤهلاً قادراً على اكتساب مهارات جيدة للعمل مع زملائه وصاحب فكر نير، عقله منفتح ويعرف ماذا يحدث في اليمن، وواع وقادر على ايصال صوت الأطفال، وهذا نوع من التدريب لتهيئة شباب الوطن للعمل مستقبلاً في قطاعات الدولة.
وعلق وزير الخارجية في هذه الحكومة الشابة عبدالله الهيال قائلاً إن هذه الحكومة قامت على أسس ومعايير بحيث يضع كل شاب في المكان الذي يناسب قدراته وأنا بدوري وزير الخارحية علي مسؤولية أن أقوم مع رئيس الحكومة ووزير الإعلام بزيارة للسفارات في الدول العربية ونعرف بما يقوم به الحوثيون اتجاه أطفال اليمن وقضية اليمن وما نعانيه من هذه المليشيات وقد استطعنا زيارة سفارات أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا في الرياض وكانوا متفهمين لقضيتنا، وأصبح لديهم فكر بما نقوم به وقد وجدنا منهم الاستجابة من خلال الطرح الذي شرحنا لهم به الواقع اليمني وقلنا نحن أطفال وشباب اليمن لن نستطيع أخذ حقنا كاملاً مع هذه المليشيات لا في التعليم ولا في اللعب، وأن هذه المليشيات الإرهابية زادت الطين بلة، وقامت بتجنيد الأطفال في جبهات القتال، وبدلاً من أن يقولون لنا اذهبوا للمدارس، يقولون اذهبوا إلى القتال ويأخذونهم من المدارس من هنا يمكن أن يصبحوا أسرى وقتلى أو معاقين، ونحن بدورنا نسعى لابراز هذه المشكلة أمام الدول ولدينا برنامج في مجال توعية الشباب بعدم الانصياع للتعليمات الحوثية في كافة المجالات، كما نسعى إلى زيارة المنظمات الحقوقية والإنسانية، نشكي حال أطفال اليمن وبالفعل عند مقابلة هؤلاء السفراء والمنظمات وجدنا بأن فكرهم مشوش عما يعانيه اليمن من هذه المليشيات الإرهابية الإيرانية، كما أن لدينا سفراء شباب وشابات في هذه الحكومة في دول العالم لشرح مطالبنا وقضايا اليمن إضافة إلى الذهاب إلى ما يقارب من 19 دولة من دول التحالف لزيارتهم ولقاء وزراء ومسؤولين لديهم الشرعية في اليمن، من خلال التنسيق مع سفارات اليمن المعتمدة في هذه الدول، وهم موجودون في هذه الدول يعملون وفق منطلقات هذه الحكومة.
وقال إننا نشكر كل من تفاعل معنا ومع قضايا أطفال اليمن وقد وجدنا كل دعم من الجهات التي نزورها في السعودية وفي الخارج وفي الداخل اليمني.
وأكد وزير الإعلام في هذه الحكومة السيد/ صالح بن سالم بن محفوظ قائلاً: نحن نقدر للمملكة العربية السعودية وقوفها مع الشعب اليمني ومع أطفال اليمن وعلى المساعدات التي تقدم للأطفال ونساء اليمن وأهالي اليمن.. نعرف بأن المملكة قلبها مع اليمن وشعب اليمن.. نحن نعرف بأن هناك من يسعون للإساءة لجهود المملكة في اليمن، ولكن ما سمعناه وما شاهدناه يكذب هؤلاء الحاقدين.. نريد أن نعرف شباب اليمن من خلال برامج إعلامية، توعي الشباب بعطاءات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة.. ونود أن نقول إن الهدف من هذه الحكومة هو استعادة كل طفل وشاب زجت بهم المليشيات في مدارس الرافضة وفي جبهات القتال.. وتعريف أهاليهم بخطر هذه المليشيات وما يحملونه من فكر فارسي يريد أن يغير المجتمع اليمني.
وهدف هذه الحكومة هو تمثيل قضايا الشباب والأطفال وإبعادهم عن هذه المليشيات التي استولت على مقدرات الدولة منذ عام 2014م والتعريف بجرائم هذه المليشيات.. كما سوف نعمل على تعريف الشباب اليمنيين بما نقوم به من إطلاق الصواريخ على المملكة وانتهاكاتها الحدود الشقيقة السعودية.. ونحن نشكر الملك سلمان وولي العهد بأنهم بادروا لإنقاذ اليمن من خلال عاصفة الحزم بالإضافة إلى دولة الإمارات وكل دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن ومركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية.. مشيراً إلى أن تجربة حكومة شباب وأطفال اليمن هي فريدة وناجحة، لأن لدينا أعمالاً شبه يومي لخدمة حكومتنا ووطننا، كما أننا سنكون عوناً للحكومة الشرعية لكشف التنظيمات والجماعات الإرهابية والقاعدة في اليمن.
وحول رسم خطة إعلامية لهذه الحكومة لنقل معاناة شباب اليمن قال بامحفوظ: نعم لدينا خطة وبرنامج تسير عليه لنقل معاناة شباب وأطفال اليمن.. وهي خطة متوازية مع الحكومة الشرعية من خلال وزارة الإعلام اليمنية ونحن قد تقدمنا بهذه الخطة إلى القيادة الشرعية ومع هذه الحكومة المصغرة لأطفال اليمن، لأن هذه المليشيات الحوثية لها تأثير مباشر على شباب اليمن من خلال قنواتهم التي تزيف الحقائق وتنقل وقائع غير صحيحة وتضليل أهل اليمن والإعلام الدولي.
ومن ضمن هذه الخطة إنشاء برامج تلفزيون تستهدف قضايا الشباب في اليمن ومنع المليشيات من استغلال طاقات الأطفال والزج بهم في الحروب وتأهيل الشباب للتواصل مع المواقع الإلكترونية للدفاع عن وطنهم وتدريبهم على حجب المواقع عن هذه المليشيات من بث سمومهم عبر الصحف والقنوات بالتنسيق مع الحكومة الشرعية اليمنية ودول التحالف.
وأوضح وزير الخارجية في هذه الحكومة بأن هناك خطة عمل لمساعدات المغتربين اليمنيين في الخارج والنازحين والدفاع عن اليمنيين في الدول التي لهم معاناة فيها.. وقد تباحثنا مع السفير الأمريكي في اليمن وتجاوب مع طلبنا حول معاناة المغتربين في أمريكا والشعب اليمني شعب مسالم ولا يريد هذه الحرب ولا يريد هذه المليشيات الإرهابية.. وقد أعددنا خطة متكاملة تخص الدارسين الطلاب في الخارج.. ومع الأسف المليشيات الحوثية تشوه سمعة طلاب اليمن في الخارج.
وحول سؤال ما هي مطالبكم من الأمم المتحدة قالوا: نعم نطلب من الأمم المتحدة تطبيق قرارات الأمم المتحدة التي صدرت بحق الحوثيين والوقوف على الانتهاكات التي تحدث في اليمن وأن تكون شفافة وألا تعين الإرهابيين وتقف مع الحق وترفع تقاريرها بالصدق والوضوح لأن المنظمات داخل اليمن تساعد الحوثيين وتقدم تقارير مشوهة خاصة موضوع حقوق الأطفال في اليمن.
ونحن سوف نذهب للأردن لمقابلة منظمات حقوق الإنسان والمفوضية السامية ومقابلة المبعوث الأممي لليمن هناك ونشرح لهم مطالبنا والقضية اليمنية، ونشدد على تنفيذ القرار 2216 ومنع الجهات الحوثية من أخذ كيان سياسي لأنها منظمة إرهابية لا يهمها الشعب ولا الأرض، وهو نظام تابع لإيران ونرفضهم.
وحول نقل هذه الأفكار والتقارير للحكومة الشرعية، قال رئيس الحكومة محمد جميح: بالطبع كل شيء نعمله نرفعه إلى الحكومة، وكل زيارة نأخذ الموافقة من الحكومة عليها.. نحن تابعون لرئاسة مجلس الوزراء ونأخذ أيضاً التعليمات منه.. ونحن نشكر رئيس الجمهورية عبدربه هادي ونائبه ورئيس الوزراء والحكومة على ما تلقيناه من الدعم والتشجيع.
وعن متابعاتهم للأحداث التي تقع على الأرض اليمنية من قبل الحوثيين، أكد محمد جميح وزملاؤه: لدينا محافظين يعمل معهم ما لا يقل عن عشرة أشخاص في جميع مدن اليمن ينقلون لنا يوميا الأحداث والجرائم التي تحصل من هذه المليشيات ونحن بدورنا ننقلها إلى الجهات الحقوقية والمنظمات التي تعمل معنا لصالح شباب اليمن.
وحول رؤيتهم لزج الأطفال لجبهات القتال قالوا: طبعاً الحوثيون أخذوا 150 ألف طفل وزجوا بهم في جبهات القتال، وهذه جريمة بشعة.. ونحن بدورنا نتواصل مع المنظمات الإنسانية ونوافيهم بالأسماء ونحصر هذه الحالات ونوضح بأن الحوثيين اخترقوا القانون الدولي.. وقد طالبنا مجلس الأمن الدولي بوضع عقوبات على هذه المليشيات.. ونطالب الأمم المتحدة إصدار قرار باعتبار الحوثي حركة إرهابية.
وعن تغيير أفكار الشباب والأطفال في اليمن من قبل المليشيات الحوثية أوضحوا قائلين: بالطبع وضعوا خطة لتغيير المناهج في المدارس والجامعات لتدريس الحوزة الإيرانية والمناهج الشيعية والمذهب الصفوي لولاية الفقيه والفكر الإرهابي المتطرف.. وهم يحاولون طمس العادات والتقاليد اليمنية العربية وتغيير عقيدة أهل اليمن؛ ولكن سوف يكون لنا دور في تنوير الشباب وإعادتهم إلى عروبتهم من خلال برامج توعوية.