ميسون أبو بكر
حين تزور البلدة التاريخية في العلا يمكنك أن تزور موقع الساعة الشمسية «الطنطورة» التي كان أهالي العلا يعتمدون عليها في معرفة دخول موسم الزراعة وفصول السنة. وقد اختارت الهيئة الملكية للعلا «شتاء طنطورة» اسمًا لأهم حدث ترفيهي.. سياحي.. تراثي.. ثقافي.. فني تقيمه الهيئة في العلا، ولأسابيع متتالية.
شتاء الطنطورة الفعالية التي تعيد للحاضر ذاكرة المكان، وأصالة الماضي، وتوثق ذاكرة الجيل الحالي بأجدادهم؛ إذ يتهجى الشباب تاريخًا زخرت به تلك الديار.. هي فرصة سانحة اليوم للتعرف على العلا عروس الآثار ومكان الحضارات القديمة ومهد الشعراء التي تعد من المناطق الموثقة في قائمة التراث العالمي، التي تعد على مَرّ العصور محط اهتمام الباحثين، وقِبلة ناجحة ومشوقة للسائحين.
لم تبرح من ذاكرتي العلا بكل مكونات الحياة والجمال والطبيعة والجبال التي بقيت حتى اللحظة تسور ذاكرة القلب.. العلا التي وضعت فيها وتد قصيدتي فألهمتني من الشعر أعذبه، ومن الذكريات أجملها.. كلما تحدثت عنها تحولت إلى طفلة ترقص فرحًا، ويبهرها ما رأت، ويبهرها ما تتذكر عن المدينة التاريخ.
أكاد أسمع لجبالها صدى يتردد عليه صدى المارقين في دهاليزها، ولرمالها همسًا يسر للمارين بذاكرة الأرض، ولسمائها غيمات تعانق الشمال، ولي فيها ألف ذكرى وحكاية عشق وليالٍ تجدد الوعد بالعودة لواديها حيث جمعة الأصدقاء، ونار تسلي وحدة الليل، وصوت الذئاب التي تخشى الاقتراب من وهج النار.
العلا اليوم تشرع ذاكرتها وتاريخها لزوار مهرجانها، ما بين حفل فني ورياضات تناسب ذوق الجميع.. للخيل والليل في حضن المكان قصة، وللمناطيد والفعاليات الأخرى وهج وفرحة وبهجة.. وللهيئة الملكية للعلا جهود حثيثة لإنجاح المهرجان الممتد من العشرين من ديسمبر إلى التاسع من فبراير القادم.. وهي فرصة للعائلات، ولجمعة الأصدقاء، كما للسائحين من خارج المنطقة لزيارة المهرجان.. وهناك ما وعدت به الهيئة الملكية للعلا من تسهيلات عظيمة لأجل زيارة المدينة التاريخ بسهولة ويُسر من قِبل القادمين من الخارج.
أقترح أن تكون العلا مستقبلاً مسرحًا تاريخيًّا لمهرجان ثقافي فني، يحاكي جرش والمربد؛ لما للمكان من مقومات تجعله مهرجانًا عالميًّا بامتياز.