أ.د.عثمان بن صالح العامر
إذا أردت أن تعرف ما أنت به من نعم لا حصر لها ولا عد في هذا البلد المبارك المعطاء المملكة العربية السعودية سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي فاعقد مقارنة بسيطة بين حالك وحال غيرك ممن يماثلونك أو حتى يتفوقون عليك حضارة وتاريخاً، حضوراً عالمياً ومخزوناً بترولياً و...، جزماً ستجد أنك تتميز عليهم في جوانب عدة، ليس المقام مقام التذكير بها والتعريج عليها، ولكن ما يهمني هنا الإشارة إليه ضمن منظومة النعم التي نرفل بها نعمة «الاستقرار الاقتصادي» في وقت الكل في عالم الأرض يعيش قلاقل ومخاوف مالية لا تخفى.
لقد أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الثلاثاء الماضي ميزانية السنة المالية 1440-1441هـ كأكبر ميزانية في تاريخ المملكة، وفِي مضامين هذا الإعلان ودلالته استمرار كياننا العزيز في تحقيق القفزات النهضوية المدروسة لضمان الاستدامة التنموية والاستقرار المالي وصولاً للتحول الوطني المنشود 2020 وذلك ضمن أهداف رؤية المملكة 2030.
يحدث هذا في وقت تتعدد فيه التحديات التي نواجهها، وتتنوع الأسهم المسمومة المرسلة علينا، وتختلف المعارك التي نخوضها، والجبهات التي نقف في موقف الضد منها، فضلاً عن أننا نمر في الداخل بحركة تصحيحية شاملة - لجميع ضروب التنمية ومفاصل الواقع الحياتي المختلفة - وعامة على الجميع، يقود هذه الحركة النوعية - التي تهدف إلى إجهاض مشاريع الفساد ومتابعة فلوله، وتنوع مصادر الإيرادات الداخلية، وتقليل نسبة العجز في الموازنة العامة، والانتقال من الاقتصاد الرعوي إلى الاقتصاد المنتج المشارك في حركة الصناعة العالمية والتجارة الدولية - أقول يقود هذا التحول المدروس والمقصود في وطن العز والفخر والمجد والسؤدد بكل عزم وحنكة وحزم واقتدار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولَم يكن من السهولة الوصول إلى هذا الرقم الجديد في ميزانية المملكة العربية السعودية - رغم كل ما سبق الإشارة إليه أعلاه من ظروف ومعطيات صعبة - لولا عون الله وتوفيقه وفضله ومنه أولاً، ثم وجود المخطط الجيد المستشرف لأفق الغد برؤية ثاقبة وأفق واسع، فضلاً عن تحقق عمل دؤوب وجاد من قبل القيادات الإدارية وصناع القرار وأصحاب النفوذ الذين التزموا بما وجه به خادم الحرمين الشريفين وتابع تنفيذه واقعاً فعلياً سمو ولي العهد الأمين حفظهما الله ورعاهما، فكان من أمراء المناطق الذين يمثلون الملك في مناطقهم، ومن أصحاب المعالي الوزراء ومديري العموم في الإدارات الوسطى النزول للميدان والوقوف على المشاريع بأنفسهم وحث العاملين تحت إداراتهم والشركات المنفذة والاستشاري المعتمد على بذل المزيد من الجهد من أجل الوطن.
إنني اليوم - وأنا أتابع إعلان تفاصيل ميزانية الخير - أسوق بهذه المناسبة العزيزة التي تفرح الصديق وتحزن العدو التهنئة القلبية لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولسيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولكل سعودي وسعودية يفتخر بانتمائه لهذه الأرض الطيبة المباركة ويعمل بجد وإخلاص من أجل مستقبل أفضل لبلد الخير والنماء، البذل والعطاء المملكة العربية السعودية، وفي ذات الوقت أسجل - لوطني الغالي - بكل فخر واعتزاز نجاح الجهود التي بذلت العام المالي المنصرم من أجل تقليل مساحة العجز، وتنوع مصادر الإيرادات، ورفع حجم الإنفاق على المشاريع التنموية المفصلية وعلى رأسها التعليم والصحة، سائلاً المولى - عز وجل- أن يحفظ قادتنا وولاة أمرنا، وأن يديم عزّنا ويبقي سؤددنا، ويخزي عدونا وينصر جندنا، ويجمع كلمتنا ويوحد صفنا، ويبسط أمننا وييسر أمورنا، ودمتم لنا رموزنا الأفذاذ وقادتنا الأبطال سلمان الحزم والعزم ومحمد الطموح والمجد، وسلمت لنا وطن العز والسؤدد، وإلى لقاء والسلام.