علي الصحن
ما حدث للهلال كان متوقعاً في أي لحظة، كان الفريق يفوز ويفوز ويفوز، وكان ظاهره حسناً، لكن باطنه كان يحمل معاناة لا بد أن يفصح عنها في لحظة ما!!.
من البداية، لم يكن وضع الفريق جيداً، دع عنك مسألة تعاقده مع مدرب جيد، وأنه تصدر الدوري مبكراً، وسار بشكل مثالي في بطولة زايد العربية، وقبلهما كان قد فاز في مباراة السوبر وعاد بكأسها للمرة الثانية، فالحقيقة لا تلبث أن تظهر، والإدارة الحالية لا تملك إلا الصبر على أمل أن تكون قادرة على صناعة شيء ما عندما يشرع باب الانتقالات الشتوية أبوابه!!.
تعامل الهلال مع اللاعبين الأجانب لم يكن كما يجب وكما يؤمل الهلاليون، هؤلاء يشكلون أكثر من نصف الفريق، وعدم القدرة على انتخاب الأفضل يعني تراجع الحظوظ في المنافسة، وقد لا يظهر تأثير ذلك في وقت مبكر، لكنه في النهاية سيظهر، وكانت النتيجة نزيف نقاط مزعجاً خسر الفريق بسببه (7) نقاط من (12) في وقت لم يتوقع فيه أكثر الهلاليين تشاؤماً مثل هذا السيناريو!!
عندما نأخذ الأسماء الأجنبية بصورة فردية سنجد أن المدافع بوتيا ليس طموح الفريق، وأنه مدافع لا يصنع الفارق وإن تحسن مستواه بعض الشيء في الفترة الأخيرة، ويأتي استمرار ريفاس ليطرح عشرات الأسئلة حول جدوى ذلك، خاصة أن اللاعب قد قدم شهادة فشله في الموسم الماضي، فيما ترك خربين علامات استفهام حول ما يحدث له؟ وهل المدرب لا يريده فعلاً وإن كان الأمر كذلك فلماذا لم يتم تصريفه من البداية؟.
وتأتي الأسئلة بشكل آخر : لماذا لم يتعاقد الهلاليون مثلاً مع محور دفاعي، خاصة في ظل إصابة الخيبري؟ ولماذا ظل العمق الهلالي مشرعاً أمام أي هجوم، وأي كرة مقطوعة من الهجوم الهلالي تشكل خطورة بالغة على المرمى ومنها جاءت أهداف الفيصلي والنصر والحزم تباعاً؟.
ثمة أمر آخر لماذا تتكرر أخطاء لاعبي الفريق دون أي تدخل من المدرب، فهل عدمت الحلول؟ بل إن المدرب يدين نفسه في بعض الأحيان.. فهو يقول مثلاً إن الحزم سجل هدفين من هجمتين فقط حصل عليهما، وإن فريقه قد أضاع العديد من الفرص، وما قاله المدرب ليس جديداً، فكل الهلاليين يقولون إن فريقهم يضيع كل فرص الحسم المبكر، حدث ذلك في جميع المباريات، فماذا فعل جيسوس؟ وما هي الابتكارات الفنية التي قدمها؟ أم أنه ترك الحمل كله على اللاعبين وقدراتهم الفردية؟ وهو أيضاً يدين نفسه مرة أخرى عندما يقول إن المنافس سجل هدفين من هجمتين فقط، فهل فريقه ضعيف لدرجة أن الهدف هو النتيجة الحتمية للهجوم على مرماه؟.
الفترة القادمة ستكون شاقة على الهلاليين، وإدارة الأمير محمد بن فيصل ستكون أمام اختبارات صعبة، في مسألة التفاهم مع المدرب وخيارات اللاعبين الأجانب، والجمهور يثق بسموه قياساً على حماسه وتجربته السابقة الثرية مع الفريق.
من وجهة نظري.. يحتاج الفريق لقلب دفاع مميز يعوض بوتيا، ويحتاج لمحور دفاعي قوي من طينة رادوي يشكل ساتراً صلباً أمام الدفاع الأزرق، ويحتاج أيضاً إلى صانع ألعاب بجوار ادواردو يكون قادراً على الابتكار وخلق حلول فردية عندما يحتاج الأمر لذلك، كما يحتاج الفريق للاعب متمكن في الكرات الثابتة، كم مرة استفاد الفريق من ضربة زاوية، أو من خطأ على مشارف منطقة الخطر؟ ويحتاج الفريق أيضاً إلى إعادة قراءة من قبل مدربه، حتى يلعب وفق الأوراق المتاحة لديه، قبيل مباراة الحزم كان الجميع يتحدث عن خطأ في تشكيلة البداية، وفي النهاية، تبين أن المشجع كان على حق في أمر فني بحت وأن المدرب هو من أخطأ في ذلك, فهل يعقل؟.
** كان يوم الاثنين الماضي مميزاً في الرياضة السعودية، وذلك عندما تم تسليم عدد من نجوم الكرة السعودية القدامى الوحدات السكنية المستحقة والمخصصة لهم، وذلك بحضور وزيري الإسكان والعمل والتنمية الاجتماعية، وما حدث هو تتويج لأعمال جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية، وجهودها وحرصها على اللاعبين القدامى وأسرهم، وتأمين كل سبل العيش الكريم لهم، هنا لا بد أن نشيد بدور الجمعية الفاعل، وبوقفة وزارتي الإسكان والعمل، وتجاوبهما مع هذه البادرة المميزة، ونتمنى أن يتواصل الدعم لكل مستحق، ولا شك أن دور الجمعية كبير في ذلك فهي من تتابع الحالات وتتلمس الاحتياجات، فكان الله في عونها وعون القائمين عليها.