عثمان أبوبكر مالي
فاجأ معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة المستشار تركي آل الشيخ الوسط الرياضي بإعلانه إطلاق ثلاثة مشاريع (رياضية كروية) ضخمة، تم توقيع عقود تنفيذها مع شركات معنية ومتخصصة، بعد انتهاء الخطوات المطلوبة ودخولها مرحلة (العمل والتنفيذ) لتحقيق أهداف وضعت بعناية من أجل مستقبل كرة القدم وبعض الألعاب الرياضية المختلفة في المملكة.
المشاريع الثلاثة المعلنة هي:
- مشروع ابتعاث المواهب السعودية وتطويرها.
- مشروع تطوير (أكاديمية) نادي الرياض التي ستخصص في ست ألعاب مختلفة.
- مشروع تنظيم وتشغيل دوري المدارس لكرة القدم على مستوى مناطق المملكة.
الهدف الرئيس من هذه المشاريع (تنمية الشباب لسعودي) والتعامل مع الرياضة وكرة القدم (على وجه الخصوص) كصناعة لها أسس تقوم عليها ومرتكزات تسير بها وأهداف تحققها.
بعض الأهداف المرجوة والمرسومة أعلنت ضمن معلومات المشاريع الثلاثة، يأتي في مقدمتها:
- صناعة مستقبل الرياضة السعودية بشكل علمي ومدروس.
- الاهتمام ببناء قاعدة صلبة للمواهب وصقل إمكانياتهم بأسلوب علمي حديث.
- تطوير عدد من الألعاب المختلفة ونشر ثقافتها بين الشباب وفي المجتمع.
ورغم أن مشروع (دوري المدارس) هو أكثر من أستوقف الكثيرين واستأثر بأحاديثهم؛ من واقع اتفاق الجميع على أن المواهب (الحقيقية) تبدأ وتنشأ في المراحل السنية الأولى، وأن أهم مراحل وساحات انطلاقتها هي المدارس عندما تحتضنها في بيئة مناسبة، وتقدمها للاحتواء والصقل ومن ثم البروز والتفوق، إلا أن ذلك لم يكن يحدث في السابق (بشكل منظَّم) وعملي، ولم يحدث أن بادر جهاز حكومي إلى (تعليق الجرس) والأخذ بمثل هذه الخطوة العملية بشكل (رسمي) وخطوات معلنة، وعقود موقعة، مع ضمان الاستمرارية، بالاهتمام والدعم والتمويل لسنوات التنفيذ والتشغيل المعلنة.
إعلان هيئة الرياضة عن المشاريع الثلاثة وتوقيع عقودها، أعتبره بمثابة (تعليق الجرس) وتحول حقيقي وعملي في جعل مستقبل الرياضة السعودية (صناعة) تقوم على برامج موضوعة تحاكي ما تقوم به دول الرياضة المتقدِّمة، وتبدأ من حيث ما انتهى إليه الآخرون.
كلام مشفر
- طالبت وكتبت كثيراً وغيري عن أمنيات تحويل الرياضة إلى (ممارسة روتينية) في المجتمع بكل أطيافه وسنواته، من خلال برامج ومشاريع منظّمة، وأجزم أن إحدى الخطوات التي تحقق ذلك (مشروع) أكاديمية نادي الرياض، فأحد أهداف التطوير (نشر ثقافة الألعاب المختلفة) وجعل الأكاديمية متنفساً لجميع أبناء مدينة الرياض.
- اللافت للنظر في هذا البرنامج هو سنوات عقده القصيرة جداً، فالمشروع يمتد لعامين فقط، وأرجو، بل أكاد أجزم أنها (سنوات التجربة) وأنها مستقبلاً ستتطور أكثر وتزداد سنوات أطول.
- بل إنني أرجو أن تكون (اللبنة) الأولى لأكاديميات أكثر تتنتشر في كل مناطق المملكة بنفس الفكرة والتوجه وبشكل أوسع وأعمق، خاصة في المدن المشهورة بالمواهب والقاعدة الشبابية في مختلف المناطق.
- وربما يأتي التوسع من خلال الأندية التي تملك (بنية) تحتية قابلة لتكون حاضة للتمدد وبإمكانيات بسيطة، وعلى سبيل المثال (نادي حراء) بمكة المكرمة الذي يملك أرضاً مخصصة لمنشآته في جنوب مكة المكرمة (مخطط أم الكتاد) مساحتها تزيد على (100) ألف متر، في منطقة سكنية وإستراتيجية جداً.
- سعدت لردود الأفعال التي وجدها مقال الأسبوع الماضي (حراج اللاعبين الخردة) وتحدثت فيه عن تسجيل اللاعبين المحترفين في الفترة الشتوية، (ميركاتو الشتاء) وسعدت بمناقشات وآراء بعض الزملاء والرياضيين والمتابعين، خاصة النقاط التي ذكرتها عن نادي الاتحاد وهنا إضافات مهمة.
- الملاحظ أن كثيراً من الاتحاديين الذين يطالبون ويتحدثون عن (احتياجات) الفريق من اللاعبين، يركّزون على لاعبي الهجوم والوسط، ويتناسون أو يتجاهلون المراكز الخلفية التي لا يقل الاحتياج فيها عن الهجوم وربما الحاجة فيها أكثر، بدأ من حراسة المرمى مروراً بالدفاع (الظهيرين والعمق) وانتهاءً بالمحور الدفاعي.
- حتى الأسبوع الثالث عشر سجّل في مرمى الفريق الاتحادي (29) هدفاً كأضعف فرق المسابقة على الإطلاق، في حين سجّل هجومه 16 هدفاً مما يجعله في وسط الترتيب من حيث الأكثر تسجيلاً للأهداف، وقد يكون أحد أهم أسباب ضعف الفريق دفاعا سوء مستوى حراسة المرمى، والواقع أن المدرب أمن على ذلك في تصريحاته، عندما قال في أحد المؤتمرات (لم يبق إلا أن ألعب بحارسي) مرمى في كل مباراة.
- من لم يشاهد تغيراً في وسطنا الرياضي (آخر خمس سنوات) أما أنه لا يعي أو أنه مصاب بعمى ألوان، على الأقل أصبح كل مشجع يستطيع أن يحول نفسه إلى (منصة) إعلام لناديه يفجر الوجوه والجبهات والأنفس (المنتفخة)!