د. محمد عبدالله الخازم
عندما نشهد المشاريع الضخمة التي تخطط لتقدم إقتصادي في مختلف أرجاء الوطن نفرح بأننا نرسم للمستقبل نهضة ستأتي أكلها -بإذن الله- طالما وجدت الهمة والتخطيط السليم والتنفيذ الأمين لرؤية قيادة بلادنا. لأرامكو النصيب البارز في تبني ودعم تلك المشاريع ومنها مشروع سبارك الذي احتفل بوضع حجر أساسه من قبل قائد الرؤية المستقبلية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هذا المشروع الرائد الذي تأخر كثيراً من وجهة نظري. تأخر لأننا رغم أننا المنتج الأبرز للبترول والطاقة إلا أننا لم نكن الأبرز في استقطاب الاستثمارات البترولية الدولية ولم نكن الأبرز في دراسات الطاقة، وحتى معهد أبحاث البترول الذي نشأ بعيداً عن حقول البترول ما زال أداؤه دون المأمول ليكون مركز تفكير لسياسات ودراسات الطاقة على مستوى العالم. طبعاً المأمول هو أن يكون (ثينك تانك) بارزًا على المستوى العالمي عطفاً على ريادتنا في سوق البترول والطاقة.
تلك المقدمة أسوقها ولم أكن أنوي اعتبارها صلب مقالي هذا، ولكن بعيداً عن الطموح العالمي والفهم الاقتصادي العميق الذي قد لا أجيده، أطرح سؤال المواطن البسيط الساكن بالمنطقة الشرقية تحديداً وبلادي بصفة عامة عن مشاركة أرامكو، الشركة العملاقة، في تقديم مشاريع تنموية واجتماعية موازية لما تقوم به اقتصادياً، وتحديداً في مجال الخدمات الاجتماعية والصحية والبلدية والبيئية؟
حسب المصادر التاريخية فإن أرامكو الأصل أو القديمة كان لها دور بارز في تأسيس كهرباء الشرقية وفي تخطيط مدينة الخبر وفي تأسيس بعض المدارس النموذجية، فلم تخلت عن ذلك؟ لماذا لا نجد سبارك يحوي مستشفاً متميزاً يخدم المنطقة ويخدم منسوبي الشركة ذاتها والسكان الجدد المتوقع حضورهم مع مشاريع سبارك الموعودة؟ منذ عشر سنوات وأكثر والشرقية تنتظر إكمال مستشفى جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل، ولا ندري متى سينتهي، ومثله مستشفى الخبر الحكومي وأرامكو لو أرادت فلن يعجزها إكمال تلك المستشفيات ودعم تجهيزها بل ونطلبها بأكثر من ذلك. هل تعلم أرامكو أنه لا يوجد في المنطقة الشرقية مركز أورام متقدم، وأفضل ما هو موجود مستشفى الملك فهد التخصصي الذي يئن بأوجاعه الإدارية والفنية المختلفة. وهل تعلم أن مشروع المدينة الطبية التي أمر بتأسيسها في المنطقة الشرقية يترنح ولا يبدو أنه سيتم إكماله قريباً؟ لا أدري هل تريد أرامكو أن يفرض عليها ضريبة كتلك التي تفرضها الدول على الوقود حتى تلتفت لأهمية خدمة المجتمع بمشاريع ملموسة بالنسبة للناس، بحثاً عن إعفاءات ضريبة مثل ما تفعل االشركات في تلك الدول؟
أقدر مشاريع أرامكو ومساهماتها المختلفة وأكرر ترحيبي بسبارك وغيرها من المشاريع المتميزة صناعياً واقتصادياً لكن أريد من أرامكو وسابك وغيرها من الشركات تقديم المزيد في مجال مسؤوليتها تجاه المجتمع بشكل أوضح وأبرز وبناءً على قراءة لواقع احتياجات المنطقة.