أمل بنت فهد
حين تشعر أن هناك من يحاول أن يضع العراقيل في طريقك، وأنه واقع وحقيقي، وأنه باسم اختلاف وجهات النظر، تُقص أجنحتك، واحداً تلو الآخر، وأن هناك محاولات جادة لسحبك من الصفوف الأمامية، ومن تحت الضوء إلى خلف الكواليس، من أجل الحد من طموحك، وخوفاً من هيمنة مهاراتك على المكان، فإنك حقاً تعيش حرباً مهذبة، لن تصل للمواجهة، ولا الاصطدام معك مباشرة، لكنها لا تتجاوز محاولات جبانة لتقليل سرعة انطلاقك، ومحاولات مستترة لتشكيك في قرارتك، وخلق العيوب في عملك.
إن كان يحدث معك ما ذُكر أعلاه، فلا تحزن، أو يؤلمك الجرح، لأنك مميز فعلاً، وتميزك وإبداعك أخرج عيوب الآخر دون قصد منك، اتضح الفرق بين القدرات، أنت فضحت قصوره، وأثرت خوفه من أن تأخذ مكانه، أو تتجاوزه بمراحل، لأنه يريدك على نفسك المستوى من المنافسة على أقل تقدير، لكنه لن يسمح لك أبداً أن تسبقه، ذاك في ظنه طبعاً، وإلا فإن الحقيقية أنك وحدك من يملك صمام السرعة، وقوة الانطلاق، إذا تعمدت تجاهل كل ما يحدث، ولم تنشغل بالرد على ذاك، وتلك، بل إنك ترى طريقك دونهم، مستوٍ، وتعرف إلى أين يؤدي، لذا لن تنشغل بالتبرير، أو محاولة الشرح، انطلق، ولا تلتفت ألبتة.
إذ يحدث كثيراً أن يتعثر المميز، والفريد، بمشاغبات الغيور، ينشغل بها، للحد الذي ينسى فيه أنها ليست معركته، وينسى أن لوصوله موعدًا لا يمكنه التأخر عنه، تشغله الأصوات المزعجة، يحاول أن يفهمها، أو يرد عليها، وهذا فخ صغير، سرعان ما يكبر في أول محاولة للخوض فيها، إنه مثل قاع الطين، سهل الانزلاق فيه، والخروج منه صعب، وثمنه فادح جداً.
لذا حين تكون متأكداً مما تطمح إليه، ومؤمن بما تريد الوصول إليه، تعلم كيف تصم آذانك عن المشككين، والثرثارين، والكسالى، والأغبياء أيضاً، تعلم كيف تكون أعمى عن رؤيتهم، لا ترى إلا نهاية الطريق، ومنصة تتويجك تعتليه، واعلم أنه قبل انطلاقك، ستصادف أحجار الطريق، وسبب وجودها عرقلتك، وإسقاطك، وتأخيرك، لذا اقفزها فوراً، وإن اصطدمت ببعضها مجبراً، فإن استمرار انطلاقك علاج ناجع وشفاء، لكن الانشغال بوجعها يضخم أثرها.
انطلق فإن الفرص تفتح أبوابها لمن يريدها فعلاً، وبمجرد أن تتشاغل عنها، فإنها ترحل.