يوسف المحيميد
في السنوات الأخيرة تسير الرياض، بل البلاد كلها، أمامًا، ولا تلفت خلفًا، لا تعير أذناً للأصوات المخالفة، تلكم الأصوات التي (تتحلطم) على كل شيء، لا يعجبها العجب، بل وبعضها تخلط الأشياء، الترفيه بالسكن، والرياضة بالصحة، وهكذا، فكأن العمل على صناعة الترفيه يؤثِّر على برامج الإسكان، وكأن مشروعات الرياضة وبرامجها تقلِّل من كفاءة التعليم أو تطور القطاع الصحي.
كلما أنجزت إحدى الجهات مشروعًا أو برنامجًا ونال نصيبًا وافرًا من الأصداء، ومزيدًا من التفاعل الشبابي، تعالت بعض الأصوات التي تعارض كل شيء، على سبيل المثال فورمولا إي، الذي جاء ضمن فعاليات ثقافية وفنيَّة في الدرعية جذبت الآلاف من المواطنين والمقيمين من مختلف الأعمار، بل جذبت انتباه العالم، لهذه المدينة التاريخية التي أصبحت مفعمة بالحياة، يتهافت عليها الإعلام، وتنقل القنوات ما يحدث فيها من حفلات وفعاليات على مدى ثلاثة أيام متواصلة.
هؤلاء المحبطون، أعداء الأمل والمستقبل، هؤلاء الذين يحاربون الفرح بكل أشكاله، يحاولون مرارًا القفز على الزمن الذي يسير أمامًا ولا يتوقف أو يتراجع خلفًا، لكنهم في كل مرة يفشلون، فما حدث في الدرعية، ويحدث في أرجاء البلاد هو جزء من صناعة الترفيه والسياحة، تلك التي يسافر لها هؤلاء ويقطعون آلاف الأميال، لكنهم يرفضون وجودها على مسافة كيلومترات من منازلهم، تلك الذهنية القديمة التي تجاهد لطرد الثقافة والترفيه والسياحة خلف الحدود، وكلما سافروا نقلوا بأجهزة جوالاتهم ما يشاهدونه في الخارج من حفلات وأفلام سينما ومتاحف وغيرها.
في النهاية، علينا أن نتعلّم بألا نمارس الوصاية على الآخرين، فمن لا تعجبه الفعاليات والحفلات، عليه ألا يذهب إليها، وليس ملزًما بحضورها، ولكن أيضًا عليه ألا يحاربها في مواقع التواصل الاجتماعي، ويقلِّل من أهميتها لدى الآخرين.