إبراهيم عبدالله العمار
هل تعرف أحد أفضل الأشياء التي يمكن أن تفعلها لنفسك؟ إنه شيء في متناول لسانك وقلبك لكن الحياة تجعلك تغفل عنه: العِرفان.
إنه من أحسن ما يمكن أن تصنع لصحتك النفسية والجسدية، وهو شيء إضافة لفوائده فهو يزيد من جاذبيتك الشخصية كما يخبر كتاب «خرافة الكاريزما»، وعكس العرفان هو اليأس والاحتياج والاستياء ولا شيء فيها جذاب، بل هي تُنفِّر الناس. أظهرت دراسات على أناس مارسوا شعائر الاعتراف بمحاسن حياتهم أن العرفان يزيد العمر ويجعل الشخص أكثر سعادة وصحة.
لنكن أكثر وضوحاً: ما هو العِرفان؟ إنه أن تشعر بالامتنان بما لديك من نِعم. هو اعترافك وتأملك وتفكيرك فيما لديك وما حولك من أشياء طيبة مهما صغُرَت. لكن يصعب هذا على الناس، والسبب أن طبيعة الإنسان أن يعتاد على النعم، وأن يشعر أنها من حقه أو عادية، جزء طبيعي من حياته، لا يكترث بوجوده إلا إذا فقده.
ما هي أمثلة العرفان؟ من ذلك أن تركز على الأشياء الصغيرة الموجودة حولك. مثلاً، كانت كاتبة الكتاب المذكور في مطعم وركزت على المتع والنعم الصغيرة: أشعة الشمس التي تسيل عبر النافذة، السماء الصافية، الطلب كان صحيحاً، عجائب الكتشب ووجوده. من طرق ذلك أيضاً أن تكتب شيئاً عن نفسك من خلال عيني شخص آخر، كأن تكتب: فلان (وتقصد نفسك) لديه حياة جميلة، ولديه مصدر دخل ثابت، وزملاؤه هناك يحترمونه، وهو إنسان طيب وصالح وذكي.. إلخ. يجب أن تكتب هذا! لا يكفي التخيل.
لا تستهن بذلك، إن استشعارك لعشرات هذه الأشياء الصغيرة كل يوم سيصنع سيلاً من الأحاسيس الطيبة يغمر خلاياك بالرضا والسعادة.