سعد بن عبدالقادر القويعي
جاءت مخرجات مفاوضات السويد -هذه المرة- مبشرة في نهاية النفق، الذي احتجز الحوثيون فيه اليمن، وشعبه -منذ استيلائهم على السلطة الشرعية في عام 2015-، بل وتعتبر - في تقديري - نواة حقيقية للسلام في اليمن؛ شريطة التزام الحوثيين ببنود الاتفاق المعلن في السويد، وهو ما أعلن عنه - الأمين العام للأمم المتحدة -أنطونيو غوتيريش- قبل أيام -، وعلق بالقول: «الاتفاق بشأن الحديدة كان واحدا من أصعب الأمور التي واجهتنا»، مضيفا: «إننا نشهد بداية النهاية لأزمة اليمن».
بلا شك، فإن تطبيق اتفاق ستوكهولم سيمثل خطوة مهمة في الوصول إلى حل سياسي، يضمن استعادة الدولة، وأمن واستقرار وسلامة ووحدة الأراضي اليمنية، وهو ما صرح به معالي وزير الخارجية السعودية - الأستاذ - عادل الجبير؛ باعتبار أن الشرعية ترى مكاسبها من بنود الاتفاق، في موافقة الحوثيين على الانسحاب من مدينة الحديدة، ومينائها وميناءي - الصليف ورأس عيسى-، والالتزام الفعلي بالتعهدات، ووضع مصلحة اليمن، وشعبه فوق أي اعتبار آخر.
نحن - اليوم - أمام مرحلة جديدة في اليمن -ولا سيما- أن اتفاق الأطراف اليمنية في السويد، يمثل انعكاسا لموازين القوة في اليمن. كما يمثل انتصارا للشعب اليمني العظيم الذي كسر المؤامرة الإيرانية على بلاده؛ نتيجة لجهود التحالف العربي؛ لاستعادة الشرعية في كبح الانقلاب الحوثي، وردع مشروعهم الطائفي، والعمل على إيجاد حل سياسي سلمي، ينهي انقلابها على الشرعية في اليمن -خصوصا- بعد الانتصارات العسكرية التي حققتها قوات الجيش الوطني في الحكومة اليمنية، وبإسناد كبير من تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية، والتي شكلت أقوى حلقات الضغط على ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
الدور الكبير الذي قام به سمو ولي العهد -الأمير- محمد بن سلمان في دعم مفاوضات السويد، والتوصل للاتفاق المعلن، يؤكد سعي المملكة؛ للوصول إلى الحل السياسي المستند إلى المرجعيات الثلاث، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2216، والرامي إلى إنهاء الأزمة في هذا البلد الذي دمرته ميليشيات الحوثي الإيرانية، بما يضمن إعادة الاستقرار إلى اليمن.