أحمد المغلوث
أحد الزملاء الإعلاميين القدامى، الذي عمل معي في إحدى الصحف لفترة طويلة، التقيته -مؤخراً- في مناسبة اجتماعية، ورحنا نتذاكر تلك الأيام الخوالي التي كنا نركض خلالها هنا وهناك؛ بحثاً عن الخبر والصورة، بل إننا كنا -وبلا مبالغة- نسافر من أجل ذلك، أما اليوم فيأتي الخبر عبر الإميل أو الواتساب أو حتى رسالة نصية قصيرة؛ خبراً «طازة» ومصوراً وحتى مشاهد عبر الفيديو، ومع انتشار الوسائل المتطورة، والتي باتت تتجدد يوماً بعد يوم، وبالتالي أمست متاحة للجميع، ومع توسع القنوات الفضائية وانتشار الأقمار الصناعية التي تبعث على مدار الساعة بكل المستجدات والأحداث، الأمر الذي جعل الناس -في كل مكان- على معرفة بالحدث لحظة حدوثه.
كنا نتحدث عن ذلك ونحن نتابع ونشاهد معاً اجتماع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، والسيد جون باغانو الرئيس التنفيذي لـ»شركة البحر الأحمر للتطوير»، حيث قُدِّم خلال الاستقبال عرض مرئي عن المخطط العام للمشروع، وأهدافه الاقتصادية والتنموية، ليصبح وجهة عالمية في قطاع السياحة الفاخرة.
كذلك تابعنا انطلاق فعاليات فورمولا-إي في موسمها الخامس، التي أقيمت على مدى 3 أيام، عاش فيها الجمهور السعودي حدثاً استثنائياً، نقل «الدرعية» إلى العالم، وفيها شاهد عشاق الفورملا أحدث ابتكارات تقنية السيارات الكهربائية، وحلول الطاقة البديلة على هامش السباق العالمي، ورحنا نشير -ضمن سياق الحديث- إلى الاستعدادات لمهرجان «الجنادرية» 33، والمؤتمر الإعلامي الكبير الذي نظمته وزارة الحرس الوطني يوم الأحد الماضي لرجال الإعلام؛ تحت رعاية سمو وزير الحرس الوطني، كذلك إطلاق وزارة الإعلام في المملكة الهوية الإعلامية اللفظية والبصرية الموحدة للاحتفال بإعلان الرياض عاصمة للإعلام العربي 2018-2019م.ويعكس الشعار هوية الرياض كمدينة ضاربة في عمق الزمن، تجمع ما بين العراقة والأصالة التاريخية، مستلهمًا ملامحه من الطراز المعماري لقصر المصمك، كما يعكس الشعار روح العاصمة العصرية التي تسابق الزمن من خلال الخط المستخدم وعناصر الهوية التي تتسم بالديناميكية.
ورحنا نتحدث -أيضاً- عن معرض جدة للكتاب الذي سوف يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وتشهده محافظة جدة خلال الفترة ما بين 26 ديسمبر الجاري إلى 5 يناير المقبل، وما سوف يتضمنه المعرض من العديد من الفعاليات المتنوعة المتمثلة في الندوات الثقافية، والمحاضرات العلمية، واللقاءات المفتوحة مع المؤلفين وأخذ تواقيعهم على الكتب، وعروض مسرحية، وورش عمل، بالإضافة إلى فعاليات الفنون التشكيلية، والفوتوغرافية، والخط العربي.
ورحنا -أيضاً- نشير وبسعادة بالغة إلى اختيار «الأحساء عاصمة للسياحة العربية»، هذا الاختيار الذي لم يكن غريباً كونه جاء وليداً لقرار المجلس الوزاري العربي للسياحة خلال اجتماعه -مؤخراً- في الدورة 21 في مدينة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية، الذي أكد أن الأحساء استوفت جميع الشروط المرجعية التي أعدتها المنظمة العربية للسياحة، وأكدوا أن هذا الإقرار يضاف إلى سجل الأحساء، نظير ما تمتلكه من مقومات النجاح السياحي، والقيمة التاريخية ذات المكانة الكبيرة، والثقافية الواسعة، وعراقة المواقع الأثرية التي يحتضنها إرث الأحساء الحضاري والتاريخي والاستراتيجي، ومن حسن الطالع أن يعقب هذا الاختيار للأحساء كعاصمة للسياحة العربية وموقع تراثي عالمي، ها هي الهيئة العامة للطيران المدني تعتمد مطار الأحساء مطاراً دوليًّا.. وماذا بعد، لا تسمح هذه المساحة المحدودة للإشارة إلى ما يحدث في وطننا الحبيب من حراك وفعل وتنمية في هذا العهد الزاهر. فالوطن -ما شاء الله- لا يتثاءب..؟!