يوسف بن محمد العتيق
برز مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الباحثين المميزين هدفهم توثيق الحياة الاجتماعية في العاصمة الغالية الرياض في سنوات عهد الملك عبدالعزيز وحتى نهاية عهد الملك خالد تقريباً..
واللافت في هؤلاء الباحثين أنهم تجاوزوا البحث التقليدي في الحياة الاجتماعية في الرياض إلى الدخول في تفاصيل جديدة ولم يتطرق لها من قبلهم في الرياض سابقاً.
خذوا مثالاً أو أكثر: فمثلاً حين يتحدث محمد الهمزاني في سنابه «سناب العاصمة» أو محمد الحوطي في برنامجه اليوتيوبي عن حي من أحياء الرياض مثل حلة القصمان أو معكال أو حوطة خالد.. فإنهم يتحدثون عن الحي وتاريخه، ويتجاوزون ذلك إلى تفاصيل مهمة وجميلة وفي الوقت نفسه روحانية، فمثلاً يتحدثون عن ساكن كل بيت من بيوت الطين أو البيوت المسلحة ويقولون هذا بيت آل فلان، وجيرانهم آل فلان، وفي هذا البيت سكن الأمير فلان أو الشيخ فلان أو اللاعب الشهير فلان، ويأخذون أصحاب المنازل واحداً واحداً..
ليس مبالغة أو تسويقاً لهذه البرامج أن البعض يتابعها بالشوق والدموع والفرح والإعجاب. والذي يسعد أكثر أن هذه المواد التي تقدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحظى بمتابعة جيدة ممن عاصروا تلك الفترة، بل حتى من أجيال لم يدركوها وتفاعل الجميع معهم كثيراً ولا أنسى أن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض أثنى على ما يقدمه الزميل محمد الهمزاني في سناب العاصمة من تقديم للعاصمة الرياض.
والهمزاني والحوطي هما نموذجان من جيل قادم بقوة لتوثيق الرياض القديمة شبراً شبراً وحقهما علينا الدعم والتشجيع.
ولا أنسى أن أشكر كل هذه المجموعة المميزة، ومنهم على سبيل المثال (مع حفظ الألقاب):
صالح الراجحي، محمد الحوطي، محمد المالكي، محمد الهمزاني، منصور العساف، منصور الشويعر.
وهناك من لا يكتب باسمه الشخصي، بل باسم الحي الذي يكتب عنه أو برمز معين، مثل باركليز، ذكريات حي الملز، أو حلة القصمان، أو شارع السويلم.
وما ذكرته هنا إنما هو من الذاكرة، إعجاباً وتشجيعاً لجهود كبيرة وكريمة يجب أن تستمر بحول الله.