مر على الهلال في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين 13 جولة، فاز في 10 جولات، وتعادل في جولتين، وخسر في الجولة الأخيرة من أمام فريق الحزم، وإن كان يحسب للهلال تصدره للدوري في ظل انخفاض مستواه، وعدم ظهوره بالشكل الذي يرضي محبيه وعشاقه، إلا أن تذبذب المستوى الذي عليه يظهر عليه الهلال مخيف لجماهيره، وخاصة في الجولات الـ4 الأخيرة، إذ تعادل مع الفيصلي في المجمعة، كما تعادل مع النصر في ديربي الرياض، وفاز بصعوبة كبيرة على فريق أحد، وخسر من الحزم، وهذا ما دفع محبيه لانتقاد الفريق، متأملين أن يعود الأزرق الكبير لفنياته التي عُرف بها منذ عقود، وجعلته طيلة تلك العقود يرتقي منصات الذهب في كل موسم، وكما أن هذه آمال المحبين، فهم يبدون خوفهم الشديد لسوء مستويات الفريق وتراجعه في كل جولة.
الهلال في 13 جولة ظهرت عليه الملاحظات الفنية سواء فيما يخص عمل المدرب الكبير جيسوس، أو بعض اللاعبين، فالفريق الهلالي من الواضح بأنه يعاني من سوء دفاعه، وهذا ماوضح في أكثر من جولة، وإن كان الهلال استطاع أن يتخطى تلك العقبة بالهجوم والاستحواذ الكبير، إلا أنه في بعض المباريات شاهدنا سوء مستوى المدافعين، وزاد على هذا الخلل عدم استعانة جيسوس بمحور دفاعي، وهذه قناعة مدرب، ولكنها أثرت بشكل واضح وجلي على المنظومة الدفاعية في الفريق، فالتوازن الدفاعي في ظل سوء بعض المدافعين مطلب كبير لأي فريق، كما أن فقدان جيسوس لأعصابه أثناء سير المباريات يؤثر على اللاعبين بشكل سلبي، مما يدفع اللاعبين للتوتر.
الهلال في الجولات الأربع الأخيرة، افتقد للاستحواذ الذي ميّزه خلال الفترة الماضية، وجعله يسيطر على جل المباريات، ويقدم لمحبي كرة القدم مستويات مبهرة، وهذا خلل يجب أن ينظر له السيد جيسوس بكل جدية، فالاستمرار في تقديم النتائج الجيدة في ظل انخفاض المستوى العام لن يستمر طويلاً، وسيعاني الفريق في قادم المباريات مالم يتدارك جيسوس هذه الملاحظات.
في الهلال وخلال الـ4 جولات الماضية، اختفى نجم الوسط الدولي سالم الدوسري، ولم يقدم نفسه كما كان في بداية الموسم، ولا نعلم ما هي الأسباب التي جعلته يختفي بهذه السهولة، كما استمر البرازيلي ادواردو على مستواه المنخفض، ولم يقدم حتى الآن ما يجعله يحظى بمحبة الجمهور كما هو في السابق، كما يتساءل الجمهور عن لاعب الفريق السوري وأفضل لاعب آسيوي الموسم الماضي عمر خربين، أين هو!؟ لماذا اختفى!؟ ولماذا لا نشاهده حتى على دكة البدلاء!؟ وما ينطبق على خربين ينطبق على المحور الدفاعي الرائع عبدالملك الخيبري الذي اختفى ولم يعد أحد يتداول اسمه إلا ماندر..! وفي المقابل لماذا يستمر ريفاس..!؟ ماذا قدم منذ الموسم الماضي!؟ وهل يُعقل استمراره ورحل خربين...!؟
هناك أسئلة كثيرة معلقة وتحتاج لإجابات مقنعة، فالهلال الفريق الذي اعتاد على تحقيق البطولات لا يمكن أن يحصدها بمثل هذه المستويات، وإن استمر على ما هو عليه فسوف يفقد الكثير من توهجه، فالهلال الحالي لا يملك الشخصية أو الهوية التي يعرفها الجميع عنه.