عبد الله باخشوين
تعقيباً على مقال الاثنين الماضي (ثلاثيات نادي الاتحاد).. وصلني من أحد (الأصدقاء) استفسار يسخر مني قائلاً: - ترى ما علاقة أهل الثقافة والأدب بالكرة ولغة الأقدام؟! وقبل أن أعود لجدة ومكة المكرمة لتقصي أبعاد هذه العلاقة التي وجد صاحبنا أنني أقحمت نفسي فيها دون وجه حق.. استوقفني المسمى الذي أطلق على النشاط الثقافي في بلادنا وأعطاه (صفة شرعية) وهو مسمى (الأندية الأدبية) الذي صرحت به (الرئاسة العامة لرعاية الشباب) بعد طلب تقدم به عدد من كبار رواد الأدب والثقافة يتقدمهم المرحوم محمد حسن عواد والمرحوم عزيز ضياء. أما بالعودة لما مضى فنجد أن رجلاً شهيراً مثل المرحوم محمد سرور الصبان الذي قلدته الدولة منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز أهمها وزارة المالية وآخرها منصب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعرف برعاية الأدب وصدر له فيه كتابان هما (أدب الحجاز) وديوان (المعرض) وهو - بالمناسبة- من مواليد القنفذة? هو الذي قام بإنشاء أول (استاد) أو (ملعب) رياضي وسمي باسمه في مدينة جدة (ملعب الصبان) ثم تبعه ملعب آخر سمي (ساحة إسلام) نسبة لمنشأة المرحوم إبراهيم إسلام. وبدون أي أوهام تسعى لإيجاد ربط جدلي بين الثقافة والأدب وكرة القدم في المملكة.. نقول إن كرة القدم لعبة شعبية في مختلف أنحاء العالم.. وهي اللعبة الوحيدة المتاحة لكل فقراء الدنيا دون تمييز بعكس الألعاب الأخرى التي تحتاج لأدوات ومعدات وكلنا يعرف أن الكرة في أحياء مصر وإفريقيا ومعظم دول أميريكا اللاتينية لم تكن سوى كرة (شراب) يتم (حشوه) بـ(الخرق) وإغلاقه بطريقة معينة تجعله (مدوراً) مع وضع (حجرين) في كل اتجاه من (البرحة) أو (الساحة) أو الطريق الخالي وبعد تقسيم (الفريقين) من عدد يبدأ بلاعبين وينتهي بما شاء الله يبدأ اللعب ولا أعتقد أن أحداً منا لم يلعب كرة القدم أو جلس على أقرب جدار للاستمتاع باللعب والمعارك الجانبية التي قد تنتج عنه.. قبل أن تتحول إلى حركة تجارية واقتصادية كاسحة في مختلف أنحاء العالم ربما يصل متوسط حركتها إلى تريليون دولار بعيداً عن حركة مراهناتها وعائداتها التي تجعل ريال مدريد يخسر بالخمسات من برشلونة وبعقوبات لم ينج منها أي نادي في إيطاليا وبرشاوي ذات مبالغ خيالية لم ينج منها الرئيس الفرنسي (ساركوزي) ولا الاتحاد الدولي ورئيسه الذي جعل تنظيم (كأس العالم) يمنح لدولة هامشية لا علاقة لها بكرة القدم. وبالمناسبة فإناعراً شعبياً كبيراً بحجم المرحوم صلاح شاهين استطاع أن يجعل لكرة القدم انعكاساً ذا بعد إنساني فلسفي حين قال في إحدى رباعياته الشهيرة:
(أنا قلبي كورة.. والفراودة أكم
ياما اتنطح وانشاط.. وياما اتعكم
واقول له كل ح ينتهى في المعاد
يقول بساعتك؟ وإلا ساعة الحكم؟).