فهد بن جليد
عودة منهج الإملاء والخط بدءاً من الفصل الدراسي القادم, بداية موفقة للتصحيح الفعلي للمناهج الدراسية, فالعودة للماضي بثوب وقالب جديد قرار شجاع ومُنصف من وزارة التعليم, له أهميته في إعادة تشكيل وبناء شخصية الطالب وقدرته اللغوية, في إحدى أساسيات وقدرات التواصل والتعلم والمعرفة, ونحن نتابع نتاج غياب منهج الإملاء والخط على المستوى اللغوي وصحة الكتابة, فالإملاء والخط والتعبير من الفنون اللغوية والمناهج الدراسية الضرورية رغم بساطتها كمواد يُنظر إليها على أنَّها مناهج مُساعدة, بينما هي تثري قدرة الطالب وتزيد من حصيلته المعرفية, صحيح أنَّ الإملاء في الماضي كان واحداً من أصعب الدروس والمواد التعليمية على العديد من الطلاب في مثل هذه الأيام من الاختبارات, ولكنَّ أثر الإملاء وتحسين الخط وتجويده مع القدرة على التعبير لا يُقارن بالأثر العكسي الذي خلفه غيابها في السنوات الأخيرة.
وزير التعليم ربط استمرار تحديث المناهج والمقررات الدراسية وتطوير المحتوى العلمي, بالتحدي الذي نعيشه في زمن الانفجار المعرفي والمعلوماتي, وبرأيي أنَّ أهمية خطوة التحديث والتطوير الأخيرة تكمن في مثل هذا الربط وهذه الطريقة الصحيحة في التفكير والتحليل, الذي يتطلب أن تشمل عملية التطوير المُستمرة الشكل والمضمون معاً, مع اعتماد آليات وطُرق وقوالب تعليميه أكثر, ترتكز على الاستفادة من التقنيات التكنولوجية وما يمتلكه أبناء هذا الجيل من أدوات غير تقليدية للتعليم والتواصل, تجعلنا ننتظر اعتماد بعض المناهج والمقرَّرات الإلكترونية بشكل أوسع, إضافة للواجب المدرسي التفاعلي, والاختبار المعرفي أو التقويم الذي يعتمد على التقنية عن بعد, وهي خطوات بدأتها الوزارة مشكورة ونأمل تطويرها أكثر وفسح المجال لدخول التقنية إلى العملية التربوية كلغة جديدة للعصر, وعامل حيوي فعَّال يُساعد في تطوير طُرق وخطوات التدريس.
تناغم وتوافق المعلومات المعرفية التي يتلقاها الطالب في المناهج المدرسية مع حياته اليومية والعملية والمجتمعية التي يعيشها خارج المدرسة, إضافة لجعل مخرجات التعليم مُلائمة لمُتطلبات سوق العمل ومتوافقة مع احتياجاته, سيجعل للشهادة والمدرسة بل وللعملية التربوية برمتها قيمة إضافية أخرى في عيون الطلاب والمُجتمع, ولو بقدرة الموظف أو الكاشير كتابة الفاتورة (بلغة سليمة) وصحيحة إملائياً وبخط واضح وبطريقة حساب مُتقنة.
وعلى دروب الخير نلتقي.