د.عبدالعزيز الجار الله
اليمن الدولة والشعب والأحزاب لا يمكنه أن يكون خارج الصورة الجديدة لواقع البحر الأحمر وخليج عدن، الذي قرّرت فيه قيادات الدول المشاطئة للبحر الأحمر أن تنشئ كياناً يهدف إلى التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي والبيئي والتجاري والأمني لسبع دول هي: السعودية والأردن ومصر والسودان واليمن وجيبوتي والصومال.
الجماعة الحوثية في مفاوضاتها في السويد مع وفد الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية من أجل الانسحاب ووقف الحرب وفتح المجال للحوار السياسي وفتح الممرات الإنسانية فقد وصلت القيادة الحوثية إلى قرار:
- أن لا الانقلاب على الدولة يجدي ولا حمل السلاح يجدي بعد أن خسروا معركتهم ضد التحالف العربي والجيش الحكومي، وفقدوا الأرض والقيادات العسكرية والزعامة السياسية وعاشوا التشرّد والشتات طوال الأربع السنوات.
- تأكد للحوثيين أن الحليف الداعم إيران تم تطويقه اقتصاداً من أمريكا، وجعله يتآكل من الداخل ويعيش بدايات صراع الحروب الداخلية والاقتصاد الخانق.
- قطر الدولة الداعمة للحوثيين تم دحرها ومقاطعتها من الدول الأربع، وتعريتها أمام العالم كدولة داعمة للإرهاب والتخريب.
- كشف تركيا للرأي العام بأنها دولة تدعم جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة والانفصالية في الوطن العربي، تركيا الآن تواجه أزمات سياسية عدة أبرزها حركة انفصال الأكراد في الشرق التركي، وقيام الدولة الكردية الكبرى على أراضيها وعلى حدودها، وأزمة انغماسها وتورطها في الحرب السورية.
- تمت محاصرة الحوثي في البحر الأحمر وعزله عن المدد العسكري الإيراني، والمساعدة المالية القطرية، والدعم اللوجستي التركي ومحاصرة ميناء الحديدة ومطار صنعاء والموانئ اليمنية.
لقد استيقظت الجماعة الحوثية على حقائق هي انهزامها في حربها ضد الجيش الوطني اليمني والتحالف العربي، ومحاصرة الدعم العسكري والسياسي والمالي من إيران وقطر وتركيا، فكان لا بد لها أن توقِّع على اتفاق السويد والخروج من ميناء الحديدة والقبول بالحل السياسي بعد أن فقدت قوتها العسكرية والسياسية.