صيغة الشمري
شكل النجاح الكبير الذي حققته سباقات «فورمولا إي» العالمية التي انطلقت بمدينة الدرعية التاريخية بالعاصمة الرياض، نقطة تحول مهمة في مكانة المملكة على الخارطة الرياضية العالمية، بعدما أصبحت الدرعية مركز الأحداث على مدار ثلاثة أيام متواصلة ومحط أنظار العالم.
وأثبتت السعودية مجدداً قدرتها على تنظيم أكبر وأهم الفعاليات العالمية على مختلف المستويات، التي تعد الفعاليات الرياضية أحد أكثر هذه المناسبات تعقيداً بالنظر إلى حاجتها إلى تنظيم مكثف وخبرات طويلة في إدارتها وتوجيهها، وهو ما نجح فيه منظمو سباقات فورمولا في ظل متابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، الذي حرص على تفقد ميدان الدرعية قبل انطلاق المسابقة بساعات.
الثقة في قدرات المملكة على تنظيم مثل هذه الفعالية العالمية، كانت متوافرة حتى قبل بدئها، ففور الإعلان عن إقامة سباقات فورمولا إي في الرياض، بادرت 11 دولة لها تاريخ كبير في مثل هذه السباقات بإعلان مشاركتها بـ11 فريقا، على رأسها فرنسا وألمانيا وإنجلترا، دول التاريخ الهام في الفورمولا، بالإضافة إلى مشاركة كبريات شركات السيارات في العالم التي قدمت أحدث إنتاجاتها في هذا الحدث الاستثنائي.كما تجلت الخبرة السعودية في عملية التنظيم، حيث لم يكتف القائمون عليها بالسباقات وحدها، بل زينوها بمجموعة من الفعاليات المصاحبة مثل منطقة التسوق الضخمة والمطاعم الفاخرة والمنطقة العائلية وحلبة الخيول والقرية الثقافية والحفلات المتنوعة، التي اجتذبت الآلاف من الزوار وعرفتهم على الرياضة الجديدة التي تقام على أرضهم للمرة الأولى، بل واجتذبت العديد من الشخصيات الدولية والرياضية مثل النجم الإنجليزي ويني روني ولاعبي كبريات الأندية السعودية. كما ظهر وعي القائمين على السباقات في اختيار هذا النوع من المسابقات تحديداً، الذي يعد جديداً على مستوى الرياضة العالمية وما زال يشق طريقه إلى النجاح، فهي بطولة تشارك فيها سيارات كهربائية بالكامل تحت إشراف الاتحاد الدولي للسيارات، ما يجعل للسعودية السبق في احتضان مثل تلك السباقات ويجعل لها خبرة لم تتوفر لكثيرين غيرها على المستوى الرياضي العالمي، وهو ما أكدته إشادات الصحف الكبرى في مختلف بلدان العالم المهتمة بالأنشطة الرياضية، بعدما أشادت بعملية التنظيم ونجاح التجربة والتشجيع على إقامة مثل هذه المناسبات الضخمة في السعودية مستقبلاً.