سليمان الجعيلان
صحيح أن فريق الهلال هو الأكثر تضرراً من تعدد المشاركات وتداخل المسابقات، وصحيح أن لاعبي الهلال هم الأكثر إرهاقاً من كثرة المباريات وتنوّع المنافسات بين النادي والمنتخبات، وصحيح أن فريق الهلال هو الأكثر تأذياً من تكرر الإصابات واستمرار الغيابات، ولكن كل هذه العوامل والظروف ليست كافية ليظهر فريق الهلال بهذا الأداء المتواضع وليست مبررة لينخفض مستوى لاعبي الهلال بهذه الطريقة الجماعية في المباريات الأخيرة باعتراف مدرب الفريق السيد خوسيس الذي وكما يحسب له قدرته على تجاوز كل تلك العقبات والصعوبات في الفترة الماضية إلا أنه يحسب عليه عدم قدرته على انتشال الفريق من حالته المتواضعة في الثلاث المباريات الأخيرة ليس هذا فحسبن بل ويؤخذ على السيد خوسيس مشاركته وفشله في عدم الاستفادة الكاملة من العناصر الأجنبية سواءً في سوء الاختيار أو في فشل التعامل مع اللاعبين الأجانب!.. واعتقد أنني لن أفشي أو أذيع سراً بأن فريق الهلال افتقد في هذا الموسم للاعبان كانا من أبرز اللاعبين المؤثِّرين في مسيرة الهلال الموسمين الماضيين في تقديم أفضل المستويات وتحقيق أقوى البطولات وأقصد هنا البرازيلي إدواردو والسوري عمر خريبين اللذين خسرهما الهلال كثيراً في هذا الموسم لأسباب فنية يتحمّلها بالدرجة الأولى مدرب الفريق البرتغالي السيد خوسيس ولأخطاء إدارية يتحمّلها بالمقام الأول إدارة نادي الهلال سواءً الإدارة السابقة أو الإدارة الحالية لأنهم جميعاً فشلوا في التعامل مع مشاكلهما الفنية والنفسية وأخفقوا في مساعدتهما على تجاوز العوامل الخارجية والظروف الفنية التي ساهمت في تشتيتهما وانخفاض مستوياتهما وخصوصاً أن اللاعبين كانا من أسلحة فريق الهلال القوية والمؤثّرة وما زالا مسجلين في كشوفات الهلال الفنية ومحسوبين على عناصر الفريق الأجنبية ومن الخطأ عدم الاستفادة منهما على الأقل حتى الفترة الشتوية لتسجيل اللاعبين المحترفين والتي فيها 9 نقاط في بنك نقاط كأس دوري الأمير محمد بن سلمان ويجب على الهلاليين تسخير كل جهودهم وإمكانياتهم الفنية والإدارية لكسبها وانتزاعها قبل استئناف الدوري بعد نهاية بطولة أمم آسيا 2019 !..
باختصار ما حدث من انخفاض في مستوى فريق الهلال هو نتيجة طبيعية للأخطاء الإدارية والفنية في الهلال في الاختيار والتعامل مع اللاعبين لأن كان ما يميز ويمتاز به فريق الهلال في السنوات الماضية أنه لا ينكشف بسهولة انخفاض مستواه الفني ولا يتراجع بسرعة أدائه التصاعدي كما حصل الآونة الأخيرة والسبب لأن فريق الهلال يمتلك عناصر محلية وأجنبية تساعد بعض وتنهض بالفريق في حال انخفاض أداء البعض أما اليوم وعندما عانى فريق الهلال من إرهاق وإصابات اللاعبين الدوليين افتقد الفريق للاعبين المؤثِّرين سواءً الأجانب أو المحليين الذين بإمكانهم أن يساعدوا الفريق على تعويض ذلك الانخفاض وتلك الغيابات لذلك أمام إدارة نادي الهلال برئاسة الأمير محمد بن فيصل مسؤولية كبيرة في تدارك ما يمكن تداركه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان من خلال تصحيح الخطأ الفني وضعف التدخل الإداري في إخراج هؤلاء اللاعبين من حالة الهبوط الفني والإحباط المعنوي الذي أثَّر على أدائهم وتأثر أداء الهلال معهم وخصوصاً أن بعض هؤلاء اللاعبين هم من سيعوِّض غياب اللاعبين الدوليين المنضمين للمنتخب في الفترة القادمة وثقة جمهور الهلال بهم ما زالت موجودة، بل وكبيرة وأقصد تحديداً البرازيلي إدواردو!
لجنة المسابقات وبرمجة المباريات
فجأة ودون مقدمات قرَّرت لجنة المسابقات تعديل وتأخير جدولة مباراة الهلال أمام التعاون في الجولة 15 والمقررة سابقاً في (27 ديسمبر) لتصبح في (30 ديسمبر) بحجة برمجة مباراة الرائد والتعاون المؤجلة لتكون يوم (25 ديسمبر) دون أدنى اعتبار لضرر الفني الذي سيقع على الهلال الذي سيفتقد بسبب هذه الجدولة الجديدة وغير المنصفة لاعبيه علي الحبسي وعمر خريبين في مباراة الهلال والتعاون لانضمامهما لمنتخبي بلديهما وهو ما سيزيد من عدد اللاعبين الغائبين عن فريق الهلال ليصل إلى 10 عناصر محلية وأجنبية في الجولتين 15 و16 من مباريات كأس دوري الأمير محمد بن سلمان!.. وهذا القرار هو ضمن قرارات ومواقف غريبة وعجيبة للجنة المسابقات في التعامل مع جدولة وبرمجة بعض المباريات وبعض الأندية وتحديداً مع نادي الهلال الذي الجميع يعلم أنه من أشد المتضرِّرين باستمرار مباريات الدوري دون لاعبي المنتخب ومع ذلك تصر لجنة المسابقات على اتخاذ مثل هذا القرار الذي لم يراع فيه عدالة المنافسة ولاسيما أن فريقي الرائد والتعاون هما من الأندية غير المتضررة من غياب اللاعبين الدوليين عن فريقيهم وكان بالإمكان جدولة مباراة الرائد والتعاون في أي توقيت آخر وبعيداً عن حشرها ووضعها قبل الهلال والتعاون بطريقة غريبة لتحقيق عدالة المنافسة ودون الإصرار على الإضرار بفريق الهلال!.. وبالمناسبة لجنة المسابقات لم تكتف عند هذا الحد في عدم تحقيق وتطبيق عدالة المنافسة، بل قرَّرت أن تُقام الجولة 15 قبل بداية الفترة الشتوية لتسجيل اللاعبين المحترفين والمقرَّر بدايتها يوم (7 يناير 2019) وهو ما يعني أن فريق التعاون سيلعب مباراته أمام الهلال بـ8 لاعبين أجانب بالإضافة إلى جميع لاعبيه المحليين بينما فريق الهلال سيخوض المباراة بـ4 لاعبين أجانب فقط، فضلاً عن غياب لاعبيه الدوليين وعددهم 7 لاعبين وهذا تأكيد صريح وصارخ على غياب عدالة المنافسة بين الأندية أصرت عليه لجنة المسابقات وصمتت عنه إدارة نادي الهلال بكل أسف!..