د.عبدالعزيز العمر
في تعليمنا اعتدنا أن نطرح على طالبنا السؤال التالي حول ما تعلمه: ماذا تعلمت؟ أما دول العالم المتطور ودول النمور الآسيوية فيطرحون على طالبهم سؤالا مختلفًا وهو: ماذا تستطيع (أن تفعل) بماذا تعلمت؟ هناك بالطبع فرق هائل بين سؤالنا وسؤالهم، وهذا الفرق هو الذي صنع ذلك الفارق التعليمي الكبير بين تعليمنا وتعليمهم، بل هو الفرق الذي مكن الغرب عموما من تحقيق ذلك التقدم الحضاري التقني المذهل. لا يستويان، تعليم ينظر للطالب باعتباره مكتبة أو موسوعة تتنفس، وتعليم يخاطب عقل الطالب ليرتقي بقدراته النقدية التحليلية، وليعزز مهاراته الإبداعية والابتكارية. لقد عبر أحد التربويين عن الفرق بين طالبنا والطالب الغربي باستخدامه تشبيهًا لطيفًا ورد في مقاله له عنوانها (التعليم البنكي)، قال هذا التربوي: تفتح المدرسة لدينا في دماغ كل طالب حسابا بنكيا لتودع فيه كمًّا هائلا من المعرفة العلمية، لكنها للأسف لا تعطي طالبها بطاقة السحب البنكية التي تمكنه من الاستفادة من رصيده البنكي المعرفي، ليبقى ذلك الرصيد جامدًا بلا فائدة أو منفعة لصاحبه. وبناء عليه وجدنا اليوم كثير من التربويون يؤكدون أهمية ربط ما يتعلمه الطالب في الفصل بواقعه الحياني اليومي المعاش، بل وجدنا من التربويين من يطالب بهدم جدران الفصول (Classrooms without Walls)، وبهدم أسوار المدارس (هدمًا معنويًّا)، وهذا توجه تعليمي يؤكد أهمية عدم عزل المدرسة عن حياة طلابها وعن واقع ومشكلات مجتمعهم المحلي.