ناصر الصِرامي
.. وتقول «قوقل» إن العالم خلال أقل من عقد سيكون فيه شبكتان من الإنترنت، واحدة للعالم وأُخرى للصين!.
في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وفقًا للخبير في الشؤون الصينية، غريغورى كوتشيكوف، «المهم بالنسبة لأمريكا ليس استعداد الصين لزيادة وارداتها من الولايات المتحدة (التي توافق بكين عليها الآن)، فالأهم من ذلك هو ضمان أن تحتفظ الولايات المتحدة بالزعامة التكنولوجية للاقتصاد العالمي..!
فأمريكا تحتاج إلى تنازلات من الصين أكثر جدية بكثير من مضاعفة الواردات منها. هي تريد تغييرات هيكلية عميقة في الاقتصاد الصيني، بما في ذلك خفض أو الأفضل إلغاء دعم الدولة بشكل جدي في إطار برنامج «صنع الصين 2025»، لكن تلبية رغبة واشنطن، تعني في الواقع استسلام غير مشروط لبكين على الأرض..!
في الفضاء، يتفرد النفوذ الأمريكي. هذا النفوذ لن يتوقف عند حدود الاكتشافات العلمية، والسفر عبر المجرات، أو محاولة البحث عن وسائل للاستفادة من ثروات الكويكبات السيارة ومعادنها، ولا حتى استيطان الكواكب الشبيهة بالأرض واستعمارها، بل يصل إلى حد السيطرة العسكرية على الكون الشاسع..!
«حين يتعلق الأمر بالدفاع عن أمريكا، فليس كافياً أن يكون هناك وجود أمريكي في الفضاء، بل يجب أن يكون لدينا سيطرة أمريكية على الفضاء». أعلن ترامب خلال اجتماعه مع مجلس الفضاء الوطني عن تشكيل «قوة فضائية»، وقبل عام ونصف العام، أبدى أعضاء كونجرس بارزين شعورًا بالقلق من تأخر بلادهم عن منافسيها، خصوصًا الصين وروسيا، عندما يتعلق الأمر بالفضاء الخارجي.
الأسبوع الماضي، أطلقت الصين أول مهمة فضائية، بغرض إنزال مركبة فضائية آلية على الجانب البعيد أو «المعتم» من القمر..!
وأعلنت أن المهمة «تشانغ إي 4» ستشهد هبوط مركبة فضائية ثابتة، وأخرى متجولة إلى فوهة «فون كارمان»، على الجانب البعيد من القمر، الذي لا يواجه الأرض أبدًا. وستمهد تلك المهمة الطريق أمام الصين ويتوقع أن يتم الهبوط مطلع يناير المقبل، بينما ينزلق المسبار، ويلامس التضاريس الوعرة للجانب البعيد من القمر.
وبسبب ظاهرة تسمى «مِغلاق المد والجزر»، يرى سكان الأرض وجهًا واحدًا. فالقمر يستغرق للدوران حول نفسه المدة الزمنية ذاتها، التي يستغرقها للدوران حول الأرض.
وعلى الرغم من أنه غالبًا ما يشار إليه على أنه «الجانب المعتم» من القمر، إلا أن ذلك الوجه من القمر يضاء أيضًا من جانب الشمس، وله مظاهر الجانب القريب نفسه، لكن كلمة «معتم» في هذا السياق تعني أنه «غير مرئي» بالنسبة لنا سكان الأرض.
إنها مهمة تعلن بوضوح عن طموحات الصين الفضائية، وهي جزء من برنامج فضائي صيني أوسع.
السياق الأمريكي -الصيني العالمي، في بداياته، وسنشهد الكثير من القصص والمواقف والمناسبات والأحداث التي تعلن عن تفوق صيني هنا، أو تراجع أمريكي هناك .. لكن وبرغم تحذيرات بعض المحللين أن تتحول هذه الحروب التجارية والتقنية والفضائية إلى حرب عالمية جديدة... هو خوف ممكن لكنه متعجل الآن.. الصين تسير وفق برنامجها ورؤيتها الوطنية لتحقيق أهدافها الاقتصادية بتسارع مذهل، بما في ذلك القضاء على الفقر واستمرار وتيرة النمو!
لكن أمريكا لا زالت المالك الحقيقي -حتى الآن- لممرات التجارة العالمية وحركة الاقتصاد العالمي وتقنيات المعلومات.. والفضاء.. إلا أن الصين تعمل في كل الاتجاهات تقريبًا..!