عايض غازي الثبيتي
لا أجد تعليلاً لهذا الاسم إلا إذا كانت العصافير تحب السدر فيها، فالسدر يحتضنها ويحميها كما تحتضن الأم رضيعها.
الموقع: في وسط حمادة الداهنة التابعة لمحافظة شقراء في منخفض من الأرض تصبُ فيها أودية كثيرة أكبرها أودية الأيدرابات الشمالي والجنوبي التي تسيل من منحدرات جبال طويق الغربية ووادي أبوعنصيل وكثير من الأودية والتلاع.
المساحة: 6948 دونم بحسب الكروكي الصادر من وزارة الزراعة، والروضة ذات شقين. الشق الغربي يتكون من غابة من أشجار السدر وفي وسطها غابة كثيفة جداً في السابق تسمى (ظلما) لكثافة السدر مع ارتفاعه بحيث لا يُرى من كان بداخله، أما النباتات العشبية فأغلبها الروض -وما أنضر الروض وأجمله- فهو شديد الخضرة جميل الرائحة يلتف من تحت السدر مع نباتات أخرى مختلفة الأشكال والألوان ذات زهور حمراء وصفراء وبيضاء تعانق السدر معانقة الآنسات الجذلى الناعمات في أعطافهن المزهوات بجمالهن.
أما الشق الشرقي من الروضة فأكثر نباته من الروض والحرف والحرف يتمدد على الأرض تمدداً عجيباً يغطي منخفضات (عواقيل الروضة وأخاديدها)، يصدر منه رائحة عطرية فواحة قوية ترافق النسيم حيثما هب واتجه تنعش الروح والبدن.
أهمية الروضة: إذا السماء نسمة والمزن صيبها، فأغاثها الرحمن فأنزل بركته ورحمته تحولت تلك الروضة بفضل من المنعم سبحانه وتعالى إلى بساط أخضر على امتدادها طولاً وعرضاً لا يلبث أن يتحول هذا البساط الجميل إلى حلة قشيبة من الزهور النضرة المختلفة الألوان - فأضحت متعة للناظرين وسلوة للمتنزهين والزائرين، فلا غروى أن يجعلها سمو الأمير عبدالله بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- مكاناً له في أيام الربيع للنزهة والمكشات ويبني في غربيها مصلى من الحجر ما زالت آثاره باقية.
وكان أهالي الداهنة في غابر السنين يحرصون على هذه المنحة الإلهية فيجعلون عليها حراسًا وحماة من المواشي إبلاً أو غنمًا أو بقراً عندها رعاة أو هملاً فيحرسونها حراسة شديدة حتى يستوي النبات على سوقه ويخرج شطأه وتنضج بذوره ويقوى عوده، عند ذلك يعطون فترة محددة بداية ونهاية يسمحون للناس فيها بما يسمونه (الخلع أو الحصاد) بواسطة أدوات ذلك الزمان مقاشع مفرده مقشعة ومحوش المفرد محش، وعندما يأخذ الناس كفايتهم من الأعشاب لدوابهم ومواشيهم يسمح لأهل الحلال بدخول الروضة.
وأخيراً نتمنى من إدارة الغابات والمراعي أن تبادر بوضع سياج حديدي على هذا المتنزه الجميل لما له من أهمية، وذلك بالمحافظة على الغطاء النباتي وأشجار الروضة التي بدأت تتقزم وتفقد رونقها السابق وبعضها يموت.
ومما يؤسف له أن هذه الروضة تتعرض للرعي الجائر والاحتطاب لكثرة ما يدخلها من المواشي والكشاتين الذين يدوسون العشب بسيارتهم وبعوائلهم, يوقدون النيران فيها وبعضهم ينصب الخيام بداخلها ويتركون نفاياتهم ومخلفاتهم فيها. وسبق أن رفع مدير عام مكتب البيئة والمياه والزراعة بمحافظة شقراء طلباً بهذا الشأن برقم (360/582/1431) في 1-2-1440 إلى مدير عام فرع البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الرياض، علماً أنه سبق أن قامت مديرية الزراعة بشقراء مشكورة بتحديد الروضة من جميع الجهات ولم يبق إلا الخطوه الأخيرة بوضع السياج الذي يمنع وصول السيارات وتعامل حسبما هو معمول به في الرياض والمتنزهات المماثلة.
والأمل أن نجد اهتماماً من الجهات المختصة. وفق الله الجميع لما فيه الخير والمصلحة العامة.