رقية سليمان الهويريني
أقسى ما يمكن أن يمر عليك عندما تختنق الدموع داخل صدرك ولا تجد لها مخرجًا، وتشعر بأن جدران صدرك تتهاوى فلا تستطيع إقامتها، وتتحسس قلبك فتجده موجوعًا. أرأيتم قلبًا موجوعًا؟!
وجع القلب لا يحتاج إلى حديث طويل أو شرح وتفاصيل، فنبرة الصوت تنبئك عن الألم! فالنفس تخفي الألم وتقاوم البكاء حماية لها من الاستخفاف بها وحفظًا لكرامتها. وثمة حزن لا يصاحبه بكاء لأنه حينئذ يكون مبتذلاً، ونبل الحزن بسموه!
ويكفيك حين تجتاحك موجة الحزن أن تنتزع نبضك وتحيله حروفًا تقرأ، وتحمل وجعك على كتفك وتمضي دون شكوى أو تذمر!
وإذا رأيت حزينًا يمارس طقوس حزنه بصمت فاتركه، لا تجبره على البوح، فبعض الأحزان لا تحتاج حلولاً، تتطلب احترامًا وهيبة لهذا الحزين! وحري به ألا يبوح بمكنونه فالكتمان لغة أنيقة قد لا يجيدها الكثيرون! وطالما لا تشعر بحرقة ألمه فأنت لن ترقى لمستوى حزنه، فالوجع الذي لم تجربه لا تراه يستحق الحزن!
إن توالي حالات الحزن وتكراره على الشخص دلالة على قلب متعب لم يعد يحتمل الوجع مهما صغر، أو أن هناك من تدخل لإنهاء حالة الحزن قبل أن تأخذ نصيبها من الوقت وربما الجهد! وكثيرون يفتعلون حالات السرور ولكن لا أحد يفتعل مواقف الحزن.
وحين يحط موسم الحزن على نفسك دون سواك؛ وترى ذبولاً في أوراق الفرح، وشمس السرور تبدو مكفهرة، وتتراءى لك أرضك فتجدها قاحلة، بينما تجد من حولك ينعمون بطقس جميل وأرض معشبة وأوراق شجرة حياتهم مزهرة؛ انتظر.. سيحل موسم الفرح عندك، وستنعم بالسرور، وستطرب حياتك بالضحك، فليس مثل الحزن الجميل جالبًا للسعادة!