حميد بن عوض العنزي
تسارعت في السنوات العشر الأخيرة التطورات التقنية التي غيرت وستغير كثيراً من ثوابت التجارة والأعمال المتعارف عليها منذ عقود, الإفلاس بات شبحا يهدد أغنى الإمبراطوريات التجارية والمالية، تقول روز ساترن المختصة الضريبية في مصلحة الإيرادات والجمارك البريطانية، إن الإفلاس ظاهرة عالمية خاصة في الاقتصادات المتقدمة وأن السبب الرئيسي في زيادة عمليات الإفلاس بالنسبة إلى الشركات التجارية يعود إلى المنافسة التي تشهدها تلك الشركات من التبضع عبر الإنترنت، وأن عددا كبيرا من الشركات البيع بالتجزئة العالمية أصبحت في معركة خاسرة مع تنامي ظاهرة التسوق عبر الإنترنت حتى الشركات التي صاغت إستراتيجيات جزئية عن طريق تحويل جزء بارز من عملياتها التجارية إلى مجال الإنترنت، لم تستطع منافسة مواقع مثل «أمازون الأمريكي، وعلي بابا الصيني».
** وبحسب تقرير لوكالة فرانس برس قالت فيه إن منطقة مانهاتن في نيويورك وهي أكثر المناطق ثراء وكثافة سكانية، أصبحت عمليات إغلاق المحلات مشهدا معتادا وأنه من سوهو إلى آبر وست سايد مرورا بالجادة الخامسة الفخمة وقطاع «ميتباكينغ»، لم يعد من النادر مصادفة متجرين أو حتى ثلاثة متاجر مهجورة ضمن مربع ضيق واحد في وسط عاصمة التسوق نيويورك ويحدث هذا رغم أن كل المؤشرات الاقتصادية في المدينة إيجابية، بينما نسبة المتاجر المغلقة بلغت في نهاية 2017 في سوهو ربع المساحات التجارية المتاحة.
** في المملكة ضخ نحو 8 ملايين مشتر 29.7 مليار ريال خلال العام الماضي في عمليات الشراء الإلكتروني، كل هذه الأرقام والمؤشرات تؤكد أن التجارة التقليدية مهددة بشكل كبير حتى أن بعض التوقعات تشير إلى قرب اندثار المحلات بعد نحو عشرة أعوام، ولهذا لابد من دراسة تداعيات ذلك والاستعداد بمواكبة هذا التغير ووضع الحلول لمواجهة سلبياته وآثاره لاسيما على فرص العمل.