كنتُ أؤمن وما زلت أن الكلمة الصادقة لها اتجاه كبير في صنع المسؤولية على مستوى الرأي العام، لكننا في زمن لا رصيد فيه لأولئك الذين اتخذوا من الكلمة الصادقة دروعاً تقيهم نبل الحياة وشرفها..
فكم من كلمة صادقة هُمشت، وكم من أخرى زرعت على هوامش الطريق توابيت ميتة!
والمثقف هنا أولى بحمل هذه الكلمة أكثر من غيره، لأهمية الأدب في الرؤية الاستشرافية للمستقبل، إذ يرتبط عمله بصدق كلمته لكن إذا فرق بينهما أي مصلحة لا تحقق أي خدمة نبيلة فسيكون حينها زائفًا ومزيفًا..
هَم الكلمة الحقيقي هو ما يولد الإحساس بعظم الشعور والمسئولية لقراءة الحياة كاملة من جوانب مضيئة، وإن اعترى الظلام هذه الجوانب يبقى الإنصاف سيدًا..
لا شيء يجعل المثقف ممتلئ بالسقوط المتواصل سوى فقده ثقته بإخلاص كلمته والعمل بها في المواقف التي تتطلب نهضته..
وهذا يلقي ظلاله على أدبه بشكل خاص وعلى مجتمعه بشكل عام ويعمل على الحد من جعل المثقف مجرد ظاهرة صوتية، ويدعم سيرته في البحث عن صورة ذاتية جيدة تعيد بناءه بعناصر أكثر إشراقاً..
وهكذا عندما نبصر أهمية الصدق نتمكن من رفع العبء عن الأمل والتقدم للمستقبل بصورة جدية.
** **
- رباب محمد