علي الخزيم
الصور الرائعة لعطف وتراحم وتواضع ولاة الأمر بهذه البلاد الطاهرة أكثر من أن يحصيها المتابع، غير أن أمثلة قريبة يمكن أن تكون أنموذجاً لهذه المواقف السامية، وتكون بذات الوقت كقدوة يحتذي بها من ولوا خدمة المجتمع، فمن ذلكم: استقبال خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للطفلة جَنَى الرويلي التي عبَّرت بشريط مصور عن شغفها بلقاء الملك الوالد سلمان، وكانت الاستجابة من لدن ملك الإنسانية أسرع مما توقعه أي مواطن، فتم اللقاء الأبوي الحميم بين قائد العزم والحزم وبين الطفلة البريئة الوديعة بمشهد يندر حدوثه بين قائد عظيم وطفلة من عامة الشعب، فهؤلاء حكامنا الأفذاذ بحق.
وواقعة (السلفي) الشهير مع صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والطفل فيصل الذي طلب من سموه أن يُصوِّر معه، وببراءة الطفل حدث أن اتكأ على كتف سمو ولي العهد، فهذه الحادثة أظهرت جوانب ناصعة البياض من التواضع والبساطة والأريحية التي يتمتع بها سمو ولي العهد، وقادتنا كافة حفظهم الله، وهذا ما يجمع القائد بالشعب من الود والمحبة والوئام والنقاء بالتعامل وفي السرائر.
واستقبل صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف بمكتب سموه بديوان الإمارة الطالب يزن بن نايف الفهيقي الذي كان ضمن الطلاب والمواطنين الذين خرجوا بشوارع وميادين مدينة سكاكا لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- أثناء زيارته الميمونة للمنطقة، وغلبه النوم خلال انتظاره مرور الموكب الملكي، وقال سموه خلال استقباله للطالب الفهيقي: نحن فخورون بك وبوطنيتك التي زرعتها فيك أسرتك وحبك للوطن وقيادته؛ وضَرَبْت بها مثلا يُحتذى به وأنت في هذا العمر.
يضاف لذلك ما تكرم به سمو ولي العهد حفظه الله من زيارات لعدد من الأسر بعدد من المناطق التي شملتها الزيارات الملكية، وهي روابط متينة من الود والوفاء والصفاء بين القيادة والشعب والحاكم والمحكوم دأبنا عليها وتعلمناها وورثناها من الأجداد منذ قرون ولا نحيد عنها فهي مبادئ راسخة يحثنا عليها تاريخنا العربي الرصين وقيمنا العربية الأصيلة وديننا الحنيف الذي يؤكد على طاعة ولاة الأمر وعونهم ومد الأيدي لهم.
فهذه مجرد أمثلة مبسطة للمواقف الرائعة لولاة الأمر وسجاياهم الحميدة وخصالهم العربية الإسلامية الأصيلة، وما يكنونه لشعبهم وما يقابلهم به شعبهم الكريم الوفي، ولأن الحب لا يبرز بمناسبة بعينها -فكل مناسباتنا أعياد وتلاحم صادق- فإن الزيارات الملكية الميمونة بإذن الله قد سجَّلت بمراحلها بكل منطقة صوراً جميلة من هذا التلاحم والتفاهم والحب العميق بين القيادة الأبية والشعب السعودي الكريم المخلص لدينه ومليكه وأرضه.
وهنا وقفة لعلها من أهم الوقفات الهامة للمجتمع والوطن؛ ألا وهي الدأب والحرص على تغذية قلوب وأفئدة وعقول الناشئة والصغار وكل الأجيال الصاعدة بكل أنحاء مملكة الإنسانية بثقافة حب الأوطان والإخلاص للمجتمع والتعاطي بالحب والوفاء للقيادة الصالحة المخلصة ليستشعروا سمو هذه المعاني مدى العمر.